أشد الناس عداوة للمؤمنين يقبعون خلف الستار في الأردن والسعودية خاصة، وفي بقية الدول السنيّة المعتدلة، يؤجّجون الخلافات في الرأي بسقوف مرتفعة بين الحكومة – ولهم رجالاتهم فيها – والشارع ولهم حركاتهم وأحزابهم فيه أيضًا،
فتقوم الحكومات باعتقالهم، فتثور جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان، وكذلك الأمم المتحدة ضد الحكومة المعتدلة، ويتم تخفيض تصنيف مستوى الدولة في حرية التعبير و الديموقراطية وتراجعها، مما يؤثر على الحكومات العربية أعلاه، فتصبح تحسب لهذا التصنيف ألف حساب، لأن له ارتباط بالاقتصاد والسياسة وغيرها.
وتبدأ هذه الحكومات بالقيام برفع سقف الحريات والتعبير مرة تلو الأخرى، حتى تصل الى ثوابت الدولة ومناهجها التعليمية ما شابه، مما يؤدي إلى إقناع الشعوب العربية بأن الدولة السنية أصبحت علمانية وتدار قراراتها أصالة – وليس اضطرارا – في مطابخ الغرب، وهذا توصم بالعلمانية وبالردة، فتبدأ حلقة التكفير والعنف، ومن ثم التفجيرات، ثم قلب نظام الحكم.
أما الدول الماركسية فيتم التغاضي عادة عن مخالفاتها، بل جرائمها البشعة بشكل لافت، وأحيانا يتم انتقادها بلطف حين يكون حجم انتهاك الحريات فيها ضخماً جداً وذلك لذر الرماد في العيون، وكون السكوت عنها حينها يعد جريمة وفضيحة.
“ويُذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، وصف إطلاق السلطات السعودية سراح الناشطة في مجال حقوق الإنسان لجين الهذلول بأنه “الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله”، وذلك في تصريحات أدلى بها في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأربعاء.”
التعليق:
أليس هذا دليل على أن الناشطة مشبوهة؟ لكون رأس الشرّ الاكبر – بحسب تعبير الثورجية والرافضة – الرئيس الامريكي قد رحب بخروجها وفرح لذلك؟ ألا يلزمكم إذا أعجبتم قرار بايدن أن تحفظوا له ولأمريكا الجميل؟
أم انكم افتقدتم لأبسط معايير العدل والنظر السديد؟
إن المنصف لا يمنعه إنصافه والحق والعدل من أن يقول إن الرئيس الأمريكي الفلاني صهيوني أو يهودي، كما يقول عن زعماء الكتلة الشيوعية. أما أهل الأهواء فلا يقبلون أن تقول بأن بوتين ولينين وماركس يهود، أو صهاينة، فقط يقبلون صهينة الرؤساء الأمريكان!
وهذا دليل باطنيتهم وخداعهم للانسانية.
عدنان الصوص
١٤/٢/٢٠٢١