للأسف لا زال البعض يدافع عن الصين الشيوعية بدعوى أنها صديقة، أو أن خطرها لا يكاد يُذكر، أو أنها تركت الشيوعية وتحولت إلى دولة رأسمالية، وغير ذلك من الحجج الواهية، وفي نفس الوقت يعتبر أمريكا والغرب الديموقراطي هو العدو الأكبر للاسلام والمسلمين. ولعل الميديا والجهل يقفان خلف هذا الخلط الكبير في الأوراق وعكس التصورات بحيث اصبح العدو الأكبر هو الأصغر، والعكس بالعكس. وكلنا يعلم للوهلة الأولى ان الشرق والغرب قد نالوا من الاسلام والمسلمين بلا ريب، ولكن البعض منا فقط من يحسن التفريق بين الخطرين، ويعلم من هو الاقرب إلينا من الآخر.
فهل من فارق بين العداوتين، او الصداقتين، الشرقية والغربية؟
قلت: لا زالت الشيوعية أو الاشتراكية في الصين وغيرها وبحسب عقيدتها هي العدو للأديان وللانسان عقيدة و تسعى في الارض فسادًا من خلال صراعها على النفوذ ونهب الثروات كحق لهم دون غيرهم تحت مسمى ( التأميم ). مستخدمة الحكم الدكتاتوري وليس الديموقراطي، والقتل والابادة للمخالف. لذا قتلت ما يزيد عن مئتي مليون مسلم لانهم مسلمون، واحتلت ملايين الكيلومترات المربعة من أرض الإسلام وهدمت مئات الآلاف من المساجد. ولا زالت تقتل وتحتل وتهدم.
أما الروم أمس واليوم لا يوجد في انجيلهم حق إبادة الانسانية ومحو الاسلام وبقية الاديان كعقيدة، ولا حق تأميم الممتلكات كالشيوعية، إنما صراع على النفوذ واطماع دنيوية، وهم يعلمون انهم مذنبون في ذلك. فاستعمروا بلادنا ونهبوا ثرواتنا وقتلوا من قتلوا ردحا من الزمن. كما لا يوجد اليوم في بلادهم أحكام دكتاتورية، بل حكم ديموقراطي يستطيع المسلم المشاركة فيه في البرلمان والترشح للرئاسة كذلك، وكذا في بلادهم اطلاق حرية التعبد والتدين للمسلم السلفي والصوفي والعلماني والإخوان المسلمين والتحريري، بعكس الشيوعية الصهيونية اليهودية التي تفرض نوعا محددا لفهم الاسلام في حال اقتضت ضرورة المرحلة والواقع بالسماح له.
لذا نص القرآن عل ان النصارى هم اقرب مودة، وأن اليهود والذين اشركوا اشد عداوة للذين آمنوا. أما التحليلات المغرضة الماركسية والتحريرية في فهم الاحداث فهي المسؤولة عن الانحراف الكبير الحاصل لدى المسلمين في فهم معنى الآية الظاهر القطعي الدلالة.
كيف؟
ليس فقط أنها طمست جرائم الشيوعية وتسترت عليها، بل جعلت من جرائم الشيوعية إنجازات وحت تضارة وتقدمية من جهة، ورمت الغرب بكل جريمة قامت بها الشيوعية، وقامت وبكل غزارة بنشر جرائم الغرب وتكرار ذلك آلاف المرات، وجعلت حسنة الغرب سيئة، وضخمت الأغلاط والعداوات الدنيوية بيننا وبينهم على أنها عداوة عقدية من جهة أخرى، ما أدى الى الخداع والانحراف الكبير عن الحقيقية. فأصبح العدو الأكبر صديقا، والصديق عدوًا أكبر. أو ا صبح العدو الاكبر مقدم على العدو الأصغر. وبهذا عشنا السنوات الخداعة.
اقرأ كتابي:
المنابر الاعلامية بين تجاهل الخطر الاشتراكي وظاهرة معاداة أمريكا ،ففيه التفصيل.
والله أعلم
عدنان الصوص
٦/١٢/٢٠٢٠