في التجربة الصينية حصل هناك تحقق لتطور اقتصادي وتكنولوجي حقيقي، وذلك وفقًا للأرقام العالمية الحقيقة، فليس عن المبالغات الإعلامية نتحدث، بل عن الأرقام الحقيقية الموثقة. وكنتيجة لهذا؛ هناك جانب جديد على درجة عالية خطورة في هذه التجربة، وهو جانب لم نتطرق اليه ربما من قبل، وهو أن الشعب الصيني غالبًا قد أصبح مقتنعًا 100% بصواب التجربة الشيوعية! وذلك نتيجة ما يراه من نهوض وازدهار وقوة واستقلال، إضافًة لتوزيع الثروة ووتوفر الخدمات والتطور الصناعي، والخ، مع الغفلة عن حقيقة الخطر الشيوعي وما يضمره من شر كبير على البشرية والشهب الصيني أيضاً.
هذا كله، فوق ما نعانيه بالأصل من أن الشعوب الواقعة تحت الحكم الشيوعي عادةً يصعب إقناعها بأخطاء وجرائم نظام الحكم الشيوعي فيها، فإذا أضفنا الى جميع ما ذكر، ما ذكرته دراسة غربية موضوعية لم تكن من باب الدعاية للصين، قالت بأن الصين قد نجحت بإحداث تماسك اجتماعي في المجتمع الصيني، وذلك عبر السماح بنوع من المشاركة السياسية الفعالة في أطار لجان الحزب الشيوعي، وكذلك بإجراء انتخابات بلدية ومحلية، وما شابه من أمور تجعل الشعب يشعر نسبيًا بأنه مشارك في صنع القرار، وبنفس الوقت، فإن السياسيين الكبار غير مضطرين لإضاعة الوقت في أمور الانتخابات والدعاية الانتخابية وما يلزم من تعطيل القرار السياسي كما في أمريكا، ولذلك يصبون تركيزهم على ممارسة السياسة.
مع إعادة التأكيد بالطبع على بطلان الشيوعية وأنظمتها، وكذبها ودجلها في كثير من ادعاءاتها، والتأكيد على أنها تهدف من وراء هذه النهضة لتحقيق أهداف خطيرة في خنق الحريات والدين واستعباد الشعوب والسيطرة على العالم. والآن بفضل هذه النهضة والقوة، يمكن أن يكون الشعب الصيني هو مشروع يأجوج ومأجوج، فهو الشعب الشيوعي الوحيد الذي جمع بين شدة الإخلاص للشيوعية والعدد خرافي من السكان! ويضاف إليها قوة الإعلام والسينما الصينية التي تسوق لأشكال القوة الناعمة داخليًا وخارجيًا، وبذلك تكتمل الصورة!
زاهر طلب
3/10/2020