يعيب البعض على منظمة الصحة وحكومات الدول تغيير طريقة تعاطيها كل حين مع وباء الكورونا، لكن يغيب عن البال أنه من الطبيعي جدًا أن تتغير التعليمات للوقاية من الكورونا بحسب تقدم العلم والدراسات. فهكذا هو مسار العلم البشري، أما العلم اليقيني المطلق الذي يطالب الناس فهو علم العلي الخبير سبحانه، فكيف لمخلوق أن يعلم قطرة من بحر علم الله؟
فعلى سبيل المثال، صرحت الحكومة الأردنية بأنه قد تحتاج للعودة للحظر والإغلاق ولكن ليس بشكل كامل كما في أول مرة، فقام البعض بدلا من شكرها على هذا الإنجاز، قاموا بالتعييب عليها بأنه لماذا لم تفعل مثل ذلك في البداية؟ وغاب عن الأذهان أن العالم بأسره لم يكن بذاك الوقت مستعدا بعد للتعامل مع هذا الفيروس مثل الآن، فلم يكن هناك من بد لإجراء الإغلاق الكامل مؤقتا. كما تجدالآن بالفعل بأن الدول التي لم تغلق قد تضررت بشدة ارتفاع عدد الإصابات إضافة إلى توقف الاقتصاد كما لو أن الحظر قائم، مثل البرازيل والسويد.
أما الآن فقد صار هناك معرفة بطريقة انتقال الفيروس بشكل أكبر، ومن الفئات التي يصيبها بشكل أكثر دقة وموثوقية
كما قد حل فصل الصيف مما يجعل الأمور أسهل، وصارت هناك فحوصات أدق، وتأسس روتين عمل سريع من الإدارات والفرق الوبائية والاتصالات والخبرات، ونشأت أمور أخرى كثيرة لم تكن موجودة في بداية الأزمة. وهذا يتيح للدولة أن تتعامل بشكل أفضل اذا جاءت موجة ثانية وبدون الحاجة لإغلاقات كاملة.
بهذا ندرك الخطأ الجسيم الذي يقع فيه من يظن أن يجب أن تكون كل الإجراءات ثابتة. فهؤلاء يظنون بأن العلم البشري يجب أن يكون كامل ونهائي مثل العلم الرباني!
حاشا لله… سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم…
زاهر طلب
19/6/2020