التقاء بعض المصالح مع العدو لا يدل على وجود علاقات ودية او عمالة مبدئية بينهما… وإلّا لم يبق في الأرض فئة ولا جماعة ولا حزبا ولا نظاما ولا حكومة، إلا واستحقت وصف العمالة للأعداء.
فاحذر كل الحذر من هذا المنزلق. والأمثلة عبر التاريخ قبل الاسلام وبعده.
ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، التقت مصالح المسلمين كثيرا من الاعداء،،، منها، وثيقة المدينة مع اليهود، والبيع والشراء معهم. ومنها التقاء مصالح المسلمين مع نصارى الحبشة.
والامثلة عبر العصور لا تحصى، حتى وقتنا الحاضر… وعلى رأسها اختيار عامة العالم الاسلامي التعامل مع الغرب ضد الشرق. ومن قبل ذلك تحالف العثمانيين مع هتلر…
مرورا بتنظيم القاعدة حيث التقت مصالحه في قتال السوفييت مع امريكا في حرب افغانستان. فلما قضي الامر عاد الى عدائه المتجذر ضد امريكا ووضعها على اول سلم الدول العدوة، فعمل على هدم البرجين تحقيقا لنظرته العدائية ضد امريكا الصليبية.
العبرة:
العلاقات الطبيعية والتحالفات المصلحية بين الدول، لا يترتب عليها عمالة ولا انبهار في سياسة بعضها ببعض. كعلاقة الاردن والسعودية، بأمريكا أو بتركيا أو الصين الشيوعية.
وعليه يجب دراسة مبادئ ومناهج الدول وافكارها فهي الدالة على كون تلك العلاقات المصلحية إن كانت طارئة، أم أصيلة تعبر عن رضا وعن تأييد وعمالة.
فقد تجد نظاماً عميلا لآخر بحسب افكاره واجنداته، لكنه يتستر على تلك العمالة متظاهرا بالعداء له. مثل عمالة إيران لإسرائيل. وعلاقة روسيا بايران واسرائيل.
وقد تجد نظاماً عدواً لآخر، ولكنه يقيم معه علاقات مصلحية، كعلاقة الاردن باسرائيل التي تحكمها اتفاقية السلام.
والله اعلم
١٢/٦/٢٠٢٠
عدنان الصوص