أردت ان أبين لكم بالوثائق منطلقات تظاهر الاشتراكيين بالدين والتدين، وان اعلق عليها، وانها ليست عن قناعة وإيمان به ، بل تأتي من باب المهادنة لجذب الشعوب للاشتراكية، ومزاحمة الوعي الديني بالوعي العلمي، وخداع الجماهير، وهدم الدين باسم الدين، وذلك باتخاذ الإسلام أداة لهدم الإسلام نفسه، والإعلان بأن الاشتراكيين يؤمنون بالدين الصحيح لا الدين الزائف الذي يعتنقه الناس لجهلهم، والدين الصحيح عندهم هو الاشتراكية. بل سترى العجب أن أرباب الاشتركية ورؤوسها قد أذنوا للزعماء الاشتراكيين من أداء بعض الفرائض الدينية الجماعية؛ للتضليل والخداع. وذلك بالأسلوب الذي لا ينم عن معاداة الإسلام.
تقول إحدى الوثائق الصادرة من جهات رسمية في الاتحاد السوفيتي والتي نقلها لنا الأستاذ طارق حجي في كتابه (الشيوعية والاديان) ـ هذا الرجل الذي اعتقد الماركسية ومارس العمل بمبائها، وقرأ فيها خمسة آلاف مرجع ـ ونشرتها كذلك مجلة “كلمة الحق” في العدد الصادر في شهر المحرم سنة 1387هـ, ووردت في كتاب: (الكيد الأحمر) للمؤلف عبد الرحمن حسن حنبكة، تقول:
“برغم مرور خمسين سنة تقريباً على الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، وبرغم الضربات العنيفة التي وجهتها أضخم قوة اشتراكية في العالم إلى الإسلام – فإن الرفاق الذين يراقبون حركة الدين في الاتحاد السوفيتي صرحوا – كما تذكر مجلة (العلم والدين) الروسية في عددها الصادر في أول كانون الثاني من سنة 1961م – بما نصه:
إننا نواجه في الاتحاد السوفييتي تحديات داخلية في المناطق الإسلامية، وكأن مبادئ لينين لم تتشرَّبْها دماء المسلمين.
وبرغم القوى اليقظة التي تحارب الدين – فإن الإسلام ما يزال يرسل إشعاعاً، وما يزال يتفجر قوة، بدليل أن ملايين من الجيل الجديد في المناطق الإسلامية يعتنقون الإسلام، ويجاهرون بتعاليمه”.
ومما جاء في تلك الوثيقة ما يلي:
1- مهادنة الإسلام؛ لتتم الغلبة عليه، والمهادنة لأَجَل؛ حتى نضمن السيطرة، ونجتذب الشعوب العربية للاشتراكية.
قلت: ولا زال هذا الاسلوب قائما لكن تم تطويره الى نقطة الانطلاق من خصوصيات الاسلام وعلى رأسها الخلافة.
2- تشويه سمعة رجال الدين، والحكام المتدينين، واتهامهم بالعمالة للاستعمار والصهيونية. قلت: واضح جدا.
3- تعميم دراسة الاشتراكية في جميع المعاهد، والكليات، والمدارس في جميع المراحل، ومزاحمة الإسلام ومحاصرته؛ حتى لا يصبح قوة تهدد الاشتراكية.
قلت: تم تطوير النظريات الاشتراكية وخلطها بالاسلام.
4- الحيلولة دون قيام حركات دينية في البلاد مهما كان شأنها ضعيفاً، والعمل الدائم بيقظة لمحو أي انبعاث ديني، والضرب بعنف لا رحمة فيه لكل من يدعو إلى الدين ولو أدى إلى الموت.
قلت: يعمل في هذا في مكان دون آخر. حيث تم تطويره لاستغلال الحركة الاسلامية وبرمجتها.
5- ومع هذا لا يغيب عنا أن للدين دوره الخطير في بناء المجتمعات؛ ولذا وجب أن نحاصره من كل الجهات، وفي كل مكان، وإلصاق التهم به، وتنفير الناس منه بالأسلوب الذي لا ينم عن معاداة الإسلام.
قلت: لا زال العمل به قائما.
6- تشجيع الكُتَّاب الملحدين، وإعطاؤهم الحرية كلها في مواجهة الدين، والشعور الديني، والضمير الديني، والعبقرية الدينية، والتركيز في الأذهان على أن الإسلام انتهى عصره – وهذا هو الواقع – ولم يبق منه اليوم إلا العبادات الشكلية التي هي الصوم، والصلاة، والحج، وعقود الزواج، والطلاق، وستخضع هذه العقود للنظم الاشتراكية.
أما الصوم والصلاة فلا أثر لهما في الحياة الواقعية، ولا خطر منهما.
وأما الحج فمقيد بظروف الدولة، ويمكن استخدام الحج في نشر الدعوة إلى الاشتراكية بين الحجاج القادمين من جميع الأقطار الإسلامية، والحصول على معلومات دقيقة عن تحركات الإسلام؛ لنستعد للقضاء عليه.
قلت: معمول به.
7- قطع الروابط الدينية بين الشعوب قطعاً تاماً وإحلال الرابطة الاشتراكية محل الرابطة الإسلامية التي هي أكبر خطر على اشتراكيتنا العلمية.
قلت: تم تطوير الخطاب باستغلال الدين لأجل ضرب الاسلام.
8- إن فصم روابط الدين ومحو الدين لا يتمان بهدم المساجد والكنائس؛ لأن الدين يكمن في الضمير، والمعابد مظهر من مظاهر الدين الخارجية، والمطلوب هو هدم الضمير الديني. ولم يصبح صعباً هدم الدين في ضمير المؤمنين به بعد أن نجحنا في جعل السيطرة والحكم والسيادة للاشتراكية، ونجحنا في تعميم ما يهدم الدين من القصص، والمسرحيات، والمحاضرات، والصحف، والأخبار والمؤلفات التي تروج للإلحاد، وتدعو إليه، وتهزأ بالدين ورجاله، وتدعو للعلم وحده، وجعله الإله المسيطر.
قلت: لا زال مطبقا.
9- مزاحمة الوعي الديني بالوعي العلمي، وطرد الوعي الديني بالوعي العلمي.
قلت: لا زال مطبقا.
10- خداع الجماهير بأن نزعم لهم أن المسيح اشتراكي، وإمام الاشتراكية؛ فهو فقير، ومن أسرة فقيرة، وأتباعه فقراء كادحون، ودعا إلى محاربة الأغنياء.
وهذا يُمَكِّننا من استخدام المسيح نفسه لتثبيت الاشتراكية لدى المسيحيين.
ونقول عن محمد: إنه إمام الاشتراكيين؛ فهو فقير، وتَبِعَه فقراء، وحارب الأغنياء المحتكرين، والإقطاعيين، والمرابين، والرأسماليين وثار عليهم.
وعلى هذا النحو يجب أن نصور الأنبياء والرسل، ونبعد عنهم القداسات الروحية، والوحي، والمعجزات عنهم بقدر الإمكان؛ لنجعلهم بشراً عاديين؛ حتى يسهل علينا القضاء على الهالة التي أوجدوها لأنفسهم، وأوجدها لهم أتباعهم المهووسون.
لا زال مطبقا.
11- إخضاع القصص القرآني لخدمة الشيوعية وذلك بتفسيرها تفسيراً مادياً تاريخياً.
فقصة يوسف – على سبيل المثال – وما فيها من جزئيات يمكن أن نفيد منها في تعبئة الشعور العام ضد الرأسماليين، والإقطاعيين، والنساء الشريفات، والحكام الرجعيين.
لا زال مطبقا.
12- إخضاع جميع القوى الدينية للنظام الاشتراكي، وتجريد هذه القوى تدريجياً من مُوجِداتها.
لا زال مطبقا.
13- إشغال الجماهير بالشعارات الاشتراكية.
قلت: مطبق وبعنف مع تحديث الشعارات بنكهة دينية
14- تحطيم القيم الدينية والروحية، واصطناع الخلل والعيوب لها.
قلت: تم التخفيف منه وذلك لاستغلال القيم الدينية.
15- الهتاف الدائم ليل نهار، وصباح مساء بالثورة، وأنها هي المنقذ الأول والأخير للشعوب من حكامها الرجعيين، والهتاف للاشتراكية بأنها هي الجنة الموعود بها جماهير الشعوب الكادحة.
قلت: لا زال موجودا مع تزيينه بالخطاب الإصلاحي.
16- هدم الدين باسم الدين، وذلك باتخاذ الإسلام أداة لهدم الإسلام نفسه.
ولا بأس من أداء الزعماء الاشتراكيين بعض الفرائض الدينية الجماعية؛ للتضليل والخداع على ألاَّ يطول زمن ذلك؛ لأن القوى الثورية يجب ألاَّ تُظهر غير ما تبطن إلا بقدر، ويجب أن تختصر الوقت والطريق؛ لتضرب ضربتها؛ فالثورة قبل كل شيء هدم للقيم والمواريث الدينية جميعها.
قلت: لا زال مطبق وبقوة.
17- الإعلان بأن الاشتراكيين يؤمنون بالدين الصحيح لا الدين الزائف الذي يعتنقه الناس لجهلهم، والدين الصحيح هو الاشتراكية.
قلت: لا زال مطبقا بقوة.
18- إلصاق كل عيوب الدراويش، وخطايا المنتسبين للدين بالدين نفسه؛ لإثبات أن الدين خرافة.
قلت؛ مطبق
19- تسمية الإسلام الذي تؤيده الاشتراكية لبلوغ مآربها وتحقيق غاياتها – بالدين الصحيح، والدين الثوري، والدين المتطور، ودين المستقبل؛ حتى يتم تجريد الإسلام الذي جاء به محمد من خصائصه ومعالمه، والاحتفاظ منه بالاسم فقط؛ لأن العرب إلا القليل منهم مسلمون بطبيعتهم؛ فليكونوا الآن مسلمين اسماً، اشتراكيين فعلاً؛ حتى يذوب الدين لفظاً كما ذاب معنى.
قلت: وهذا من اخطرها وهي لا زالت تحت التطبيق.
20- باسم تصحيح المفاهيم الإسلامية، وتنقية الدين من الشوائب، وتحت ستار الإسلام يتم القضاء عليه بأن نستبدل به الاشتراكية.
قلت… لا زال تحت التطبيق .
هلا عرفنا أسلوب اليسار الاخطر كيف يجعل منا غثاء كغثاء السيل ودعاة للدجل والدجال؟
عدنان الصوص
١٧/٩/٢٠١٨