قديما كان الضابط عبدالناصر الماركسي قد بايع الإخوان المسلمين ووجه حركة الضباط الاحرار التي كان أغلبها من الإخوان المسلمين فانقلب وهم على الحكم الملكي المصري آنذاك.
فلما قضى على الحكم الملكي واستوى على عرش الحكم واستتب له؛ انقلب على الإخوان المسلمين فزجهم في السجون وعذب منهم عددا بعد ما دبر مسرحية انقلاب (حادثة المنشية) التي اتهم الاخوان بها.
وبين الماضى والحاضر دارت عجلت الزمان… حيث تغيرت الشخصيات في كتابة التاريخ ورسم الواقع.
فبحسب ما قاله القيادي الإخواني السابق ثروت الخرباوي في لقاء له متلفز بأن رجب طيب أردوغان كان قد بايع مرشد الإخوان السابق مصطفى مشهور في الباكستان قبل ٢٠ عاما. أي في عام ١٩٩٦ بحسب تاريخ اللقاء. وكان لأردوغان علاقته مع حركة كولن قبل أن يصبح زعيما لتركيا تلك التي زعم أنها قادت محاولة انقلاب ضده كما فعل عبدالناصر بالإخوان من قبل فطهرها تطهيراً.
وها هي ملامح التحالف والتقارب والتناغم بين الإخوان الدوليين في العالم وانقرة تحت حكم حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان اليوم قد توضحت مما يؤشر على صدق البيعة بين أردوغان ومرشد الاخوان.
لا يضيرنا هذا التحالف بينهما ما لم يتعدى خطوطا حمراء بدأت تظهر جلياً للنيل من الملكية الأردنية والأخرى السعودية اللتان تقعان ضمن كل من الأطماع السلطانية الأردوغانية من جهة و الحركة الإسلامية من جهة أخرى. وقد رأينا كيف رفعت الحركة من سقف حركتها وشعاراتها ضد النظام الملكي الأردني بعد فوز الرئيس المصري مرسي مرشح الإخوان المسلمين للحكم.
العبرة:
تحالف قديم بين حزب (حدتو) برئاسة أو عضوية عبدالناصر الاشتراكي والإخوان نتج عنه إسقاط حكم الملك فاروق.
فهل التحالف الحديث بين حزب (العدالة والتنمية التركي) والإخوان الدوليين يهدف الى سحب البساط من تحت الحكم الملكي السني في الأردن والسعودية؟
خاصة أن ثمة علاقة وتعاطف قوي من قبل كل من الإخوان وأردوغان بإيران الخمينية، تلك الدولة المارقة التي تستهدف الدول السنية المعتدلة.
أم أن ما حُرّر الليلة هو أوهام من الكاتب بعد تناوله صحن ساخن من الفول؟
هذا والله أعلم.
١٥/٧/٢٠١٨
عدنان الصوص