سؤال:
ما هو هدف المقاومة المسلحة ضد المحتل الصهيوني لفلسطين؟
أليس هو…
لتحرير الارض وإعادة المقدسات ودحر المحتل والانتصار عليه؟
أم هو مجرد شعارات فارغة المضمون يقصد منها إضاعة الوقت والمال والمنجزات وإعطاء المبررات للعدو بتصفية قضيتنا ووجودنا ومقوماتنا كلما نبت قرنها او ظهرت لنا شوكتها قطعها؟
فان قلتم الثاني فقد كفينا الردّ على مشروعكم العبثي الخائن المدمر.
وإن قلتم بل هو الأول… وهو لتحرير الأرض وتحقيق النصر…
قلنا:
جميل جدا.
وهل الانتصار على العدو يتم بمليشيات فدائية أم بحاجة إلى جيوش عربية؟
اولا: إن قلتم بحاجة فقط لمليشيات فدائية…
قلنا لكم..
١- ها هي مليشيات حزب الله والجبهة الشعبية والديموقراطية وحماس والجهاد الإسلامي وغيرها مثل حركة الصابرين الشيعة في غزة كلها تقاوم منذ حوالي ٣٠ سنة إلا الأخيرة، فهل أعادت شبرا واحدا؟
الجواب لا؛ بل بالعكس فقد أعطت العدو الحجة لإعادة احتلال جنوب لبنان والضفة والقطاع مرتين مرتين مرتين.. ولولا أن امريكا أجبرت إسرائيل على الإنسحاب منها لبقيت محتلة.
٢- وإذ الأمر كذلك. أي: أنكم تعتقدون بأن الانتصار على العدو فقط بحاحة إلى مليشيات فدائية.. فلماذا تطالبون الأردن والسعودية ومصر بتحريك جيوشها، أليست هذه مغالطة؟
٣- ثم لماذا لا تطالبون محور إيران وسوريا وقطر وتركيا مؤخرا ممن يعتقدون بأن الحل يكون بالمقاومة العسكرية؟ أليس هذا تستر على تقصيرهم إذ يدفعونكم لقتال غير متكافئ في حين مدافع جيوشهم وصواريخهم بعيدة المدى ساكنة ساكتة !!! وإن تحركت فلذر الرماد في العيون وستر عوراتهم.
ثانيا: إن قلتم؛ بل إن النصر يحتاج الى جيوش عربية لتحقيق هزيمة العدو واسترداد المقدسات والكرامة لا إلى مليشيات.
قلت:
١- فلماذا إذن تتمسكون بالمليشيات وأنتم لا تعتقدون بأنها ستحقق نصرا وقد مضى عليكم ٣٠ سنة في التجارب على الشعب الفلسطيني دون إرجاع الأرض وحماية العرض؛ بل ألحقت به مقاومة المليشيات الأذى تلو الأذى؟
٢- هل تعتقدون بأن العرب إذا أعلنوا الحرب ضد إسرائيل ستقف أوروبا وأمريكا وروسيا؛ أقصد الشرق والغرب سيتركوننا نهاجمها وسيتفرجون علينا ونحن نحارب إسرائيل؛ أم سيهبون للدفاع عنها؟
فان قلتم سيتركوننا نقاتلهم… قلنا لكم كذبتم والله وأنتم تعتقدون بأن الغرب قد زرع إسرائيل فينا لخدمة أهدافه وأطماعه، وأن الشرق دعم وجودها وساهم كذلك في ذلك.
وإن قلتم لن يتركوننا بل سيهاجموننا كما فعلت بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي عام ٥٦، وكما فعلت أمريكا حين فزعت لإسرائيل في حرب تشرين عام ٧٣ ضد القوات المصرية..
قلنا لكم أصبتم والله.
لن يتركوننا بل سيفزعزن لها…
فهل تعتقدون بان الأردن والسعودية ومصر مجتمعة ستهزم أمريكا وأوروبا وروسيا؟
فان قلتم… نعم ستهزمها…
قلنا : لا يقول بهذا خبير عسكري ولا عاقل ولا حتى جاهل في الشأن العسكري إلا شخص يريد تدمير بقية الدول السنية بأسرع وقت ومحو أنظمتها من الوجود.
وإن قلتم لن تهزم الجيوش العربية الطرف الآخر لعدم تكافؤ القوى، بل لا وجه للمقارنة بينهما فالأمر محسوم لصالح الأعداء..
قلنا لكم أصبتم:
وانتهى الى هنا النقاش وظهر بأن مطالباتكم الجيوش العربية لتحرير فلسطين بحسب النقاش أعلاه ما هو إلا سياسة خبيثة مدسوسة تريد تمزيق الأمة وتدميرها لصالح العدو شئتم أم أبيتم، قصدتم أم جهلتم من جهة.
وأن المقاومة عن طريق المليشيات الفدائية لن تحقق نصرا بل ستضر بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني لصالح العدو من جهة ثانية.
وأن من يدفعنا للمقاومة إنما يدعم المقاومة الفدائية التي لا تحقق نصرا، ويقف ساكتا ساكنا ينظر الى العدو وهو يقصفنا ويدمر بقايانا ولا يتحرك بقواه وبجيوشه لهزيمة العدو.. ويكتفي أحيانا ببضع تصريحات أو صواريخ شبة فارغة تجاه العدو من جهة ثالثة.
هذا والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه..
عدنان الصوص
١٧/٦/٢٠١٨