يقول الأستاذ محمود عبد الرؤوف القاسم أبو الأمين:
“الله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يبعث محمداً صلى الله عليه وسلم، هيّأ له مجتمع الصدق والأمانة وبعثه فيه، كان أهل قريش وهم كافرون مشركون بالله، كانوا صادقين وأمناء، حلف الفضول كلكم تسمعون به، فنحن مجتمع لا نستحق النصر، وحزب التحرير يريد الخليفة الخليفة، حسنا لو أتينا الآن بخليفة، هل الخليفة معه قوة إلهية يقول للناس صيروا مؤمنين فيصيرون مؤمنين؟! ويقول للناس صيروا صادقين فيصيرون صادقين؟! اتركوا الشيوعية فيتركون الشيوعية؟ اتركوا البعث فيتركوا البعث؟ معه قوة إلهية أم عصا سحرية؟! إذا كان هناك عصا سحرية لكان بحث في السحر لعمل عصا سحرية ليستعملها فيصير يقول للناس اتركوا البعث، فيتركون البعث، هذا ملخص موجز عن وضعنا.”
ولكن يوجد حديث يروى عن عثمان رضي الله عنه أنه يقول: (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) فكيف نوفق بين ذلك؟
إن الحديث يختص بالحرام والحلال وعلاقة الحاكم بهما من حيث التطبيق… والحديث يعني أنه يحدث بالسلطان وقوته وحزمه من الخوف والرعب فيمنع ما لا يمنع بالقرآن، لانه اختياري. حيث يوجد أُناس سلبيين لا يردعهم الا قوة السلطان وعقابه.
أما قول أبو الأمين فهي حقيقة علمية مبني على العلم والفهم لواقع السلطان الذي يردع بقوته… لكنه لا يستطيع ان يجعل الناس تعود صادقة وامينة وخلوقة حتى ولو طبق كل الاحكام الاسلامية التي طبقت على الصحابة… ولا يستطيع أن يفرض عليهم الكفر بالشيوعية وأفكارها اليهودية مثلا… فهذا عمل الدعاة والعلماء وليس عمل الحكام!
فالتغيير المطلوب حدوثه في الانفس شرعا يكون عن ايمان وطواعية … وما ورد في معنى يزع بالسلطان هو قدرة السلطان باستخدام النفوذ في حبس الظالم أو ردعه بالقوة، ولا يعني أنه اذا تم الحبس وردعه، أن يحدث التغيير الإيجابي في نفس الظالم أو السارق.
فكم من المجرمين خرجوا من السجن للجريمة مرة أخرى؟
إعداد: زاهر طلب