فقه الحمير

كما هو معلوم للصغير والكبير أن الحمار مجبول ومسخر لخدمة سيده، وسيده هو كل من يركبه ويقوم على أمره. وهذا التسخير الجبلي على القبول والرضى بالامتطاء والركوب، إنما هو لتلبية أهداف ومغانم وحاجات راكبه، بغض النظر عن وزن أو لون أو جنس أو جنسية أو عمر أو مكانة أو حقارة راكبه. فهو مجبول على خدمة كل تلك الأصناف.

ومن صفات الحمار كذلك صفة أخرى هي: أن يلبي حاجة سيده الذي امتطى ظهره، سواء كان ذلك الراكب ممن يكرمه ويطعمه ويسقيه ولا يعذبه ولا يؤذيه. أو كان على عكس ذلك ممن يستغله أبشع استغلال فيٌحمّله اكثر من طاقته ويستعبده معظم الوقت، فيحرمه النوم والراحة، ويحرمه الطعام والشراب إلا من القليل ما يقيم به ظهره ليبقى عبدا مسخرا له. وكون الحمار حمارا أنه يبقى صابرا على جلاديه كونه لا يقدر على التمرد وإن أدرك بعقله سلوكهم المشين في حقه.

أما فقه الحمير من البشر أو (الغثاء) فإنهم أبشع صفة وأحط قدرا في فقههم من فقه الحمير. كيف ذلك؟

هؤلاء هم الذين حوّلّهم فقههم ووعيهم وفهمهم للواقع بأن يكونوا سخرة وعبيدا لألد خصومهم وأعدائهم ممن ذكرهم القرآن الكريم (اليهود) و(المشركين) من شيوعيين اشتراكيين أو رافضة خمينية، فيمتطي كل هؤلاء أو بعضهم ظهورهم ويحتلون أرضهم وينتهكون أعراضهم ويأكلون مالهم بل يعذبونهم أو يقتلعونهم من ديارهم أو يسجنونهم أو يقتلونهم متى وكيف شاءوا، وهم اي: المركوبون يظنون أنهم يحسنون صنعا وأنهم مهتدون فرحون بعكس الحمير، كل هذا من جهة.

ومن جهة أخرى يقوم فقه الحمير البشري على رفض ورفص إخوانهم في الدين والعقيدة ممن يعاملونهم معاملة المسلم لأخيه المسلم، بل يعادونهم ويلعنونهم ويكفرونهم ويفجرونهم معتقدون أن ذلك جهادا في سبيل الله يتقربون به إلى الله، وكذلك يرفضون أقرب الناس إلى دينهم وعقيدتهم، ويرفصون أقل الناس لهم عداوة، وأقربهم لهم مودة، من النصارى أو الروم، أو الدول الغربية الديموقراطية ويعتبرونهم أشد الناس كفرا وعداوة للذين آمنوا من اليهود ومن المشركين، مخالفين بذلك القرآن والسنة وفقه السلف وفقه الواقع المشاهد.

أقول ألا ليتهم بلغوا درجة الحمار، حيث قبل الاخير بامتطاء الجميع ظهره، سواء كان جبارا معه أم رحيما به.

ان أكبر مصدر لنشر فقه الحمير هذا هم المفسدون الذين يسعون في الارض فسادا، الموقدون لنار الحروب، الذين يقولون على الله الكذب وهم يعلمون.

تقول البروتوكولات بخصوص برمجة عقول الغثاء بالمبادئ الفاسدة الزائفة والتحليلات المعكوسة التي يعلمون زيفها:

“ولكي لا تتحطم انظمة الأممين قبل الأوان الواجب، أمددناهم بيدنا الخبيرة، وأمنا غايات اللوالب في تركيبهم الآلي. وقد كانت هذه اللوالب ذات نظام عنيف، لكنه مضبوط فاستبدلنا بها ترتيبات تحررية بلا نظام. ….. ولقد خدعنا الجيل الناشئ من الأمميين، وجعلناه فاسداً متعفناً بما علمناه من مبادئ ونظريات معروف لدينا زيفها التام، ولكننا نحن أنفسنا الملقنون لها، ولقد حصلنا على نتائج مفيدة خارقة …” (التاسع).

وعن زمن الخداع والخديعة الذي حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم ويصير بسببه المسلم غثاء كغثاء السيل وعن والعبارات الطنانة المستخدمة للتضليل والنظريات الفاسدة، جاء في البروتوكول الأول: “يجب أن يكون شعارنا كل “وسائل العنف والخديعة”. وتقول: ” ثم إن من بين مواهبنا الادارية التي نعدها لأنفسنا موهبة حكم الجماهير والأفراد بالنظريات المؤلفة بدهاء، وبالعبارات الطنانة، وبسنن الحياة وبكل أنواع الخديعة الأخرى” (الخامس).

وعن نتيجة خطر وصول الجماهير العمياء ـ ولو كانوا عباقرة ـ إلى السلطة وتحطيمهم لأمتهم كونهم آذان صاغية للإشاعات تقول:

“إن الغاية تبرر الوسيلة، وعلينا ـ ونحن نضع خططنا ـ ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي…… إن من يريد انفاذ خطة عمل تناسبه يجب أن يستحضر في ذهنه حقارة الجمهور وتقلبه، وحاجته إلى الاستقرار، وعجزه عن أن يفهم ويقدر ظروف عيشته وسعادته. وعليه أن يفهم أن قوة الجمهور عمياء خالية من العقل المميز، وأنه يعير سمعه ذات اليمين وذات الشمال. إذا قاد الأعمى أعمى مثله فيسقطان معاً في الهاوية. وأفراد الجمهور الذين امتازوا من بين الهيئات ـ ولو كانوا عباقرة ـ لا يستطيعون أن يقودوا هيئاتهم كزعماء دون أن يحطموا الأمة. (الأول).

وعن تسخير البشر واستعبادهم:

“إننا مصدر إرهاب بعيد المدى. وإننا نسخر في خدمتنا أناساً من جميع المذاهب والأحزاب، من رجال يرغبون في إعادة الملكيات، واشتراكيين ، وشيوعيين، وحالمين بكل أنواع الطوبيات Utopias ، ولقد وضعناهم جميعاً تحت السرج، وكل واحد منهم على طريقته الخاصة ينسف ما بقي من السلطة، ويحاول أن يحطم كل القوانين القائمة. وبهذا التدبير تتعذب الحكومات، وتصرخ طلباً للراحة، وتستعد ـ من أجل السلام ـ لتقديم أي تضحية، ولكننا لن نمنحهم أي سلام حتى يعترفوا في ضراعة بحكومتنا الدولية العليا”(التاسع).

وأخيرا والكلام في ذلك يطول:

اعلم بأن الصهيونية اليهودية تسعى لتحقبق صراع الحضارات بين الاسلام والغرب خاصة، فقد أشاد [التقرير التاسع الصادر عام 2004 عن (معهد تخطيط السياسة للشعب اليهودي)، التابع رسميا للوكالة اليهودية ،ص 178] بالصراع بين الإسلام (خاصة أشكاله الأصولية) وبين الغرب المسيحي، الذي منح فرصة رائعة لإسرائيل واليهود بالتماثل مع الغرب حيث يعيش غالبية يهود الشتات (الدياسبورا) وليؤكدوا على فكرة التحالف اليهودي المسيحي، ويعترفون بأن المؤسسات اليهودية نجحت نجاحا مذهلا في إجراء المقارنات والربط المقنع بين أعمال الإرهاب يوم 11 سبتمبر في نيويورك، وبين العمليات الانتحارية داخل إسرائيل”.

وبهذا القدر اليسير، يتضح لنا بعض أسباب وصف النبي (صلى الله عليه وسلم) لنا بـ (الغثاء).قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ).

26/5/2017

عدنان الصوص

Scroll to Top