اتفق كل من أصحاب الأهواء السياسية على رأسهم حزب التحرير ، والماركسيين بمختلف صورهم من بعثيين وناصريين واشتراكيين وشيوعين ومتعلمنين ومتلبررين على وصف كل من يحارب الأنظمة الشمولية؛ سواء أكانت اشتراكية أم رافضية خمينية، أو من يحارب الارهابيين أمثال داعش والقاعدة والنصرة وحزب التحرير المتشابهين في الوعي السياسي وفي السلوك الإرهابي، على أنه معاد ومحارب للإسلام وللمسلمين.
سر إفكهم هذا؛ أنهم اخفوا حقيقة الأنظمة الشمولية المعادية للإسلام من جهة، واعتبروا الإرهابيين الدواعش وأمثالهم ممثلين حقيقيين عن الإسلام السني النقي.
تضليل في تضليل؛ ومن الغثاء من يستمع لهم، فتنقلب لديه الحقائق فيري لأجل ذلك التضليل، أن كل نظام أو حلف عربي غربي أمريكي يحارب أعداء الإسلام وأهل السنة ممن ذكرت آنفا أنه عدو للإسلام.
أقول هذا قبيل انعقاد القمة السعودية الأمريكية المرتقبة التي سيتم خلالها بحث العديد من القضايا الخطيرة التي تمس أمن بلاد الإسلام في الجزيرة العربية خاصة، والقضية الفلسطينية.
عدنان الصوص
١٥/٥/٢٠١٧
تحالف و/أو قبلة الموت
هيثم فضل
تختلف الاراء حول الهدف الحقيقي لزيارة ترمب الى المنطقة العربية إلا ان ترمب حسبما اعلن قبيل زيارته للسعودية ان الهدف هو (اقامة حلف امريكي عربي اسلامي سني) من اجل محاربة الارهاب االداعشي والايراني.
سهل على امريكا حل مشكلة الارهاب حتى بدون تدخل من الدول العربية . لكن امريكا تعاني من ديون مقدارها 18 تريليون دولار وهي تواجه الخطر الاكبر المتنامي والذي ستواجهه مستقبلا وهو الحلف الاقتصادي الروسي الصيني الهندي.
لا زالت امريكا تدير مشاكل المنطقة العربية بـ Peace Process اي ادارة عملية السلام وليس صنع السلام Making Peace لان صنع السلام يعني استقرار المنطقة وهذا ما تحتاجه امريكا والمنطقة لانجاح الحلف مقابل الحلف الاقتصادي الروسي الصيني الهندي.
لكن المنطقة العربية مأزومة بالقضية الفلسطينية التي فرخت مشاكل الارهاب والثورات الحالية. ولطول التعاطي السلبي للسياسة الاروبية والامريكية مع القضية الفلسطينية (في المنشأ والدعم) مما كبل العواطف والتحليل العقلي بجدوى المقاربات السياسية الاجنبية . لكن هل يكون حل الدولتين على ارض فلسطين وان تكون القدس العاصمة المشتركة هو الاغواء الذي يقدمه ترمب (إن استطاع) للعرب والمسلمين ؟بالمناسبة، هذا الحل هو انقاذ اسرائيل من نفسها :” ان تعود اسرائيل الى الخط الاخضر وتسلم الضفة وغزة لحكم الفلسطينين”.وهل مثل هذا الحل يسبقه التطبيع مع اسرائيل ام يكون حل الدولتين ثم التطبيع حسب مبادرة الملك فهد. الارجح الحل يسبق التطبيع لان السعودية تعتبر دولة دينية ولا تستطيع التطبيع وتكون القدس محتله . وبالضرورة اللازمة ايجاد حل واستقرار سياسي واقتصادي لما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا وهي مناطق سنية حسب مسمى الحلف.
لـــذا …….
انه اختيار العرب والمسلمين إما ان يكونوا احرارا او عبيدا وهذا يتوقف على ماذا وكيف يفكروا ويطرحوا على الطاولة ما عندهم من مصالح مشتركة ومتبادلة مع امريكا لانه لم تعد ايران البعبع في المنطقة ففي حال اعتدت ايران على الخليج فان السعودية والامارات قادرتان على هزيمتها عسكريا.