منذ انطلاق الثورة السورية الشعبية، لم يكن لها قيادة سياسية من نفس نشطائها السلميين، فتداعى لتمثيلها سياسيا، أشكالٌ وألوانٌ من الطيف السياسي الخارجي والداخلي، يجمع بينهم جميعا التصحر السياسي وفقر التجربة، وهذا طبيعي، لكن بعد مضي ست سنوات على الثورة، لم يعد هناك عذر بقلة الخبرة لأحد.
وقد كان من أمر هذه الفئات المعارضة، فئةٌ خاصة كان قد جهزها النظام مسبقا، أو أن بعضهم كان مؤدلجا بأيديولوجيات يسارية يشترك فيها مع أيديولوجية النظام والمحتل الروسي، بحيث حتى لو كان جادا في معارضته وليس مدفوعا من النظام، فإن سقف معارضته محدد بهذه الأيديولوجيات اليسارية الماركسية التي ينطلق منها النظام أيضا، وهذه الأيدلوجيات هي كل ما تم اشتقاقه من الفكر والأيديولوجيا الماركسية بأنواعها، مثل حزب البعث، الحزب الشيوعي، الحزب الناصري، الحزب القومي السوري، الحزب الاجتماعي الخ…
تتميز معارضة هذه الفئة أنها إما أن تكون تهدف لتثبيت النظام البعثي السوري، باعتباره نظاما صديقا بالأيديولوجية، مع إصلاحات ديكورية، وهؤلاء غالبا من المدفوعين من النظام، وإما مجرد منافسة النظام على الوصول للحكم أو مشاركته لتطبيق نفس النظام الأمني القمعي الديكتاتوري، حيث إن أيديولوجيا ديكتاتورية البروليتاريا وحكم الإرهاب هي من أهم الركائز التي يتفق عليها أصحاب هذه المعارضة الماركسية بأنواعها.
كما أن جميع هؤلاء ينظرون للمحل الروسي وحتى الإيراني على أنه منقذ مخلص، حتى وإن صدقوا نسبيا في دعوى أنهم ضد النظام الأسدي، فهم ضد العائلة الأسدية فقط، وربما ضد طائفية النظام نوعا ما، ولكنهم ليسوا ضد القمع والإرهاب والقتل والحكم الأمني بالقبضة الحديدية.
ملاحظة: الماركسية هي فكر يجمع الاحزاب البعثية مع الشيوعية مع الاشتراكية وما شابه، وتتمثل بالديكتاتورية والارهاب والتأميم يعني مصادرة ممتلكات الرأسماليين والحلول الأمنية القمعية بشدة مفرطة والسجون السرية الرهيبة.
زاهر بشير طلب
كاتب وباحث استراتيجي