ردُّ بعض شُبه #الخوارج
الشيخ سمير مراد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز:
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)، قال ابن كثير: هو #جهاد #العلم و #الدعوة.
وهذا نوع من الجهاد هو أكثر جهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ لم ينقطع حتى لحق رسول الله بالرفيق الأعلى.
وجهاد العلم أعظمه بيان التوحيد الصحيح، ثم مجاهدة المبتدعة، المدخلين لدين الله ما ليس منه.
هذا ومن أعظم الجهاد في هذه الأيام، مجاهدة ومغالبة من استفحل شرهم وعمّ خطرهم؛ الخوارج المتطرفون، لأن عملهم ينسبونه إلى الجهاد الحق، وما هم إلا أهل باطل محض، قتالهم ودفعهم من أوجب ما يكو يكون على أهل القوة والتمكن.
هذا وقد جاءني قطعة من موقع أحد مُنظري هؤلاء؛ من قعدة الخوارج، وطلب مني أحبتي أن أرد عليه، وبالله التوفيق فأقول مختصراً:
قال: قناعتي بعد عقود من حكم الطواغيت.
قلت: أولاً: لست أنت من أهل العلم حتى يكون لديك قناعة، تمليها على الأمة، حسبك أن تقيم أبجدية العلوم لنفسك؛ وفي ذلك زيادة، إذ لا يكون الواحد ممن يملي على الأمة، إلا أن يكون عالماً، أو ناقلاً كلام أهل العلم.
والعالم البصير لا يتريث عقوداً –بزعمك- حتى يتبين له أمر كبير ظاهر كهذا، فالطاغوتية تظهر من أول الأمر دون تأمل، ما يدل على قصر باعك العلمي، وبهذا فقد حكمت على نفسك بالانضمام للطواغيت، إذ حكمت بغير الشرع، أو أن تلتزم ما نلتزمه، بأن الحكام ليسوا طواغيت.
قال: شبهات علماء السوء:
قلت: الأدلة السمعية، واجتهاد العلماء من خلال النصوص، حق لا مرية فيه، لكن لا يروق للمبتدعين الضلال، من أجل ذلك يسعون لتشويه العلماء بلقبين اثنين:
علماء سوء.
علماء سلطان.
أقول هذا كذب، ولو صح لكان خيراً من كونك بوماً للشيطان.
قال: التعطيل الطويل للشرع.
قلت: وهذه أخطر مقولة يقولها هؤلاء الخوارج وفيها:
الإشارة إلى أن الأمة قد ضلت منذ زمن، فمن قائل من أيام علي، وقائل من أيام معاوية، وهذا ألطف وأحسن ظناً بالأمة، ثم لا أدري كيف ساغ لهؤلاء الضلال، وصف الأمة بذلك، وقد أتى الزمان على كل الأئمة من العلماء الربانيين.
لا أدري ما هو مفهوم الشرع عندهم، حتى نعرف مقدار التعطيل، هل هو النصوص المجردة دون بيان، أم أن الشرع فهومهم هم للنصوص، أم الشرع إطار خاص يدرج فيه الجهاد ونظام العقوبات، أم هو فقط نظام العقوبات (الحدود)؟! وإلا فليدلونا على الشرع الذي طااال تعطيله.
قلت: بهذا استطاع هؤلاء إيجاد الانحراف في الأمة في فهم: الشرع، التعطيل، الحكم.
ليسهل سوق الأمة إلى ما يريدون.
قال: إذا قام قائم لله ………… الخ مقالته المنقولة.
قلت: صرنا رافضة أو أقرب، فمصطلح القائم من المصطلحات الخاصة بهم، وهو لفظ مجمل حتى لا نظلم الرجل، لكن هذا القائم –عنده- لا يقوم في هذا الزمن إلا بالتغلب!!
قلت: هي دعوة مبطنة، إلى إيجاد خلايا مسلحة نائمة، تنتظر ساعة الصفر للانطلاق، وهذا دعوة إلى إراقة الدماء بحجة إقامة الشرع، وهو في الحقيقة إقامة حكم الخوارج لا غير، وهذه دعوة خطيرة جداً، وذلك لأن:
الحكام طواغيت كفرة عنده.
العلماء علماء سوء وسلطان يزوقون للناس والحكام آراءهم المسوغة –بزعمهم- لأعمال الحكام المنتجة تعطيل الشرع.
أهل الحل والعقد رقابهم بأيدي الطواغيت من أعداء الإسلام –زعموا- من حكامهم وأعدائهم.
دعوة خطيرة لثورة خارجية عارمة، إن سُكت عن أهلها تفشت في الناس، وسرت سريان النار في الهشيم، فيجب على كل ذي مسئولية، علمية أو غيرها، أن يبادر لصد هذه الهجمة التي ستكون زرعاً يوشك حصده للسياسة الثورية عموماً، من شيوعية ورافضية وخارجية.
نسأل الله حماية المسلمين من هذا الفكر المنحرف.
يقول الله تعالى: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين *وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) 116-117 سورة هود.
وصلى الله على سيدنا محمد.
د. #سمير_مراد
من يوم الثلاثاء
19/4/1438 – 17/1/2017
http://emamshaf3y.com