هناك مؤامرة فكرية داخلية – خارجية تستهدف علمنة ما تبقى من مسلمى الطبقة التى لازالت مهتمة بالقراءة والتعلم والتطوير الذاتى الشخصى فى الشرق الاوسط على العموم، لكن وقع تلك المؤامرة هو الاشد فى سوريا بسبب الازمات النفسية المترتبة على حرب الخمس سنوات الاخيرة والتى دفعت بجموع السوريين للبحث عن حلول فى مضمار التنمية البشرية،،
الخيط المستخدم فى حياكة تلك المؤامرة هو نشر أفات الفكر الباطنى المعهودة فى شكل حضارى وبطرق تسويقية حديثة تواكب العصر وتحت شعارات الحكمة وزيادة الوعى،،
باطن المؤامرة الغير مُعلن هو غسيل الادمغة وتشويه نموذج الايمان فى صدور مُسلمى الطبقة المثقفة فى الشرق الاوسط؛ الايمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الاخر، والقضاء والقدر خيره وشره،،
تلك المؤامرة تمت حياكتها على الطريقة الباطنية القديمة المعهودة عند حملة الفكر الباطنى من كافة المذاهب على مر التاريخ وهى اسلوب المزاحمة والمداهنة وعدم الصدام المباشر مع الافكار والتصورات الاسلامية لمسائل الايمان وارتداء رداء التقبل للاخر بغض النظر عن عقيدته او جنسيته او عرقه او توجهه الفكرى ايا كان فالكل فى النهاية انسان، والاكتفاء بما يتم بثه باستمرار فى العقول من تصورات وممارسات وثنية لايمانهم بقدرة ما يبثونه على غسيل الادمغة و احلال المفاهيم وقلب التصورات الايمانية عند المُتلقى مع التكرار والتدرج فى البث،،
والاسلوب الرئيسى المستخدم فى الترويج لتلك الأفات هو اضفاء صفة القدسية وتقديم تلك التصورات والفلسفات الشاردة للجمهور تحت مسميات خادعة وجذابة كالحكمة القديمة المخفية فى جوهر الرسالات السماوية، والتى تجلت وكشفت عن نفسها للخاصة،،
ان ما تعرض له الكثير من مسلمى الطبقة المُهتمة بالتطوير الذاتى الشخصى وتعليم النفس بالنفس فى سوريا خلال حرب الخمس سنوات الاخيرة من استهداف فكرى يهدف الى زعزعة نموذج الايمان يذكرنى بنمط مطابق من الاستهداف الفكرى تعرض له مسيحيين الطبقة المثقفة فى اوروبا وامريكا بعد انتهاء احداث الحرب العالمية الثانية، ونتج عن تلك الغزوة علمنة النسبة الاكبر من الطبقة المثقفة من المجتمع المسيحى الغربى،،
بالنسبة للمناخ النفسى العام للمجتمع الغربى فى تلك الفترة؛ نشأت ازمة نفسية جمعية بسبب هول ويلات الحروب التى اصابت النفوس ونتج عن تلك الازمة حالة من فقدان الايمان فى المؤسسات الدينية وانتشرت موضة الالحاد والتمرد على تعاليم الكنيسة، وفى ذلك الوقت بالتحديد برز حملة الفكر الباطنى من كل المذاهب وانتشروا فى ربوع الغرب كالسيل تحت رعاية نشاط مؤسسى قوى يكمن موطن قوته فى ابداعه فى صناعة الميديا وتسويقها، وانتشر حاملى الحقائب التدريبية المبنية على ذلك الفكر من حيث الممارسة والتصور تحت شعارات التغيير والصحة والايجابية والتخلص من الازمات النفسية التى اصابت المجتمع الغربى بسبب ويلات الحرب، وكان من اوائل الفئات التى اعتنقت وروجت لذلك الفكر فى المجتمع الغربى هم المشاهير من الفنانين والمطربين والمفكرين والكتاب الامر الذى ساهم بشكل كبير فى تسلل ذلك الغزو الى الجمهور البسيط فى موضة خاطفة سحرت ملايين العقول المتمردة على تعاليم الكنيسة،،
بالنسبة للمكسب المعنوى الذى دفع بملايين المسيحيين المتمردين على الكنيسة لاعتناق ذلك الفكر الوثنى الوارد هو الطموح فى الحصول على ما تم الترويج له من فوائد تلك الممارسات والتخلص من الازمات النفسية التى اصابت النفوس بسبب ويلات الحروب حيث وجد الملايين فى هذا الدرب روحانية شيطانية خالية من اى التزام دينى او اخلاقى او تشريعى،،
وبالنسبة للمكسب المعنوى الذى دفع بملايين السوريين لاعتناق ذلك الفكر الوثنى الوارد هو الطموح فى الحصول على ما تم الترويج له من فوائد تلك الممارسات من سبل التخلص من الازمات النفسية التى اصابت النفوس بسبب ويلات الحروب،،
وعلى الرغم من الاختلاف الطفيف بين النموذجين السورى والغربى، تبقى مسئلة غسيل الادمغة وقلب التصورات العقائدية وعلمنة المجتمع هى الغاية، وفى حالة سوريا والشرق الاوسط عموما تم استخدام نمط اخر فى الترويج لتلك الممارسات يتسم اكثر بالمزاحمة والمداهنة للاحلال وقلب المفاهيم والتصورات على عكس نمط الثورة ومجابهة المؤسسة الدينية والانسلاخ عن العقيدة فورا كما حدث مع مسيحيين الغرب،،
ويعتمد نمط المزاحمة والمداهنة فى نموذج الشرق الاوسط على العموم على الترقيع والتدليس والعمل على اضفاء الصبغة الاسلامية على ذلك الفكر الوارد والاستشهاد بالايات القرآنية فى غير موضعها وبتفسيرات مُدلسة تجعل الجمهور المثقف المسلم يتقبل ذلك الفكر بصورة مبدأية بدعوى انه غير متعارض مع العقيدة الاسلامية ومن هنا تبدأ المداهنة للاحلال والاستبدال وقلب التصورات على الطريقة الباطنية المعهودة لتشويه نموذج الايمان وزعزعة العقيدة فى الصدور عن طريق ما يتم بثه فى العقول تدريجيا من فلسفات وتصورات وثنية شاردة، فتصبح مسائل كالثواب والعقاب والقضاء والقدر درب من دروب كهانة تصورات القرآن البالية التى عفى عليها الزمن،،
ملحوظات
– لاحظت ان المجموعات والصفحات الخاصة بالطاقة والباراسيكولوجى اغلب المنضمين اليها سوريين.
– منذ عدة اشهر لاحظت اعتماد خطة بواسطة وزارة التربية والتعليم السورية تهدف الى اعتماد الممارسات الطاقية والروحية فى المدارس العامة وبالفعل بدأ تطبيق تلك الخطة بشكل جزئى فى العديد من المدارس الحكومية،،
– كثيرا ما يُحدثنى اصدقاء من سوريا عن الكثير من التجاوزات الطاقية والروحانية لاهل المجال فى سوريا حيث تم رصد نشاط ملحوظ للممارسات والطقوس الشيطانية والصراعات المشتعلة بين مدربى الطاقة فى سوريا وهجماتهم الطاقية على بعضهم البعض الامر الذى ينتج عنه اصابة المتدربين ايضا،،
توصية
ان ما حدث من ويلات فى سوريا خلال الخمس سنوات الاخيرة كان مجرد تحضير وسيشهد القريب العاجل سيناريوهات مشابهة لحلب، وفى خضم تلك الفوضى ستتطلب عملية احياء قيمة الثورة على النفس قبل الثورة على الحكومات توعية اعلامية واسعة ومؤثرة ايا كان شكلها، تهدف الى اعادة ضبط وتهيئة نموذج الايمان فى صدور المسلمين طبقا للتصور القرآنى الصحيح، وستعمل اعادة ضبط نموذج الايمان كالفلتر الذى يقى المسلم شر غسيل الادمغة وتسرب الشطحات الشاردة الى تصوراته تحت رعاية اى انشطة باطنية منتشرة، وفى نفس الوقت ستؤدى اعادة الضبط الى خلق بطارية لا تنضب من الايمان الراسخ الصحيح الذى يؤازر المسلم ويدعمه داخليا باليقين والصبر فى رحلة ثورته على نفسه وجهادها الذى هو حاله الدائم والمنبع الحقيقى للتغيير والتأثير الجمعى،،
والحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله،،
محمود شمس الدين
باحث في علم الطاقة
نعم سيدى الكاتب فان مجالات عديدة دارت فى الاونة الاخيرة مناقشتها وليست الطاقة والباراسيكولوجى على وجة التحديد وانما العديد من الانماط السلوكية والمشاريع التنموية فى مجالات عدة…. وليست الوراثة وتطوير الجنس البشرى بالمادة او ربما المحور الاساسى والاكثر اهمية فى تلك المناقشات (ونظريات الوراثة والتطور والكثير من نظريات علم النشوء والتكوين منذ ثورات دارون فى علوم الوراثة وغيرة هى من قامت بزعزعة الفكر الغربى قبل الشرقى فى ذلك المجال )الفكر العلمانى الحديث فى منشأة بدا مع نظريات دارون الماكرة(والتى تم استهجان وانكار العديد منها لاثبات عدم صحتها ) والتى كانت فى وقتها محور التغيير لانها كانت تمثل قناعات هامة لنفس الطبقة المثقفة فى انجلترا والغرب بصفة عامة …الحديث عن الماضى طويل وعليكم بمراجعة التاريخ فى تلك الفترة لايجاد السبب الكافى فى انتشار العلمانية وطغيان المادة فى اوروبا فى تلك الفترة ….حديثى عن العلمانية او الايدلوجية الدينية الفكرية لمحاولات التحديث الفكرى للفكر السلفى وعلمنة الافكار الدينية بمذاهب لا تنافى الدين وتعترف بطغيان المادة واهمية الخلفية الدينية كاحتياجات نفسية للخروج من الازمات نعم هو الفكر السائد حاليا ولا اجد خلافا او اختلافا بين السلوكيات وتثبيت القيم لانة وبالفعل مع تجارب وخبرات عديدة تاكد ان السلوكيات وتغيير الفكر يؤديان لبعضهما البعض هذا لان الاهتمامات السلوكية للنواحى البشرية تعتمد كثيرا على المحيطين اكثر من الايمان بعقائد ليس هناك من يدعمها او يعين عليها الا ربما انتظار المعجزات الخارقة او القليل من المساعدات الانسانية من المحيطين الذين يساعدونك بقدر المصلحة اوالمستفاد منك بطبيعة النظرية العلمانية …
لابد وان تكون تابعا ومعاونا لبيئات تحياها وتقاوم افكارا لاتؤمن بها وتتعامل بمعاملات وحشية لمن تجرد من رداء الدين (وليس المسالمين بالطبع )….فى كل الاحوال واذا عدنا للنواحى العلمية اكثر من النواحى السلوكية والاحتياجات الفلسفية فان علم الوراثة البشرية لمن تعلمها بصورتها الصحيحة ساعدت كثيرا فى تقوية الايمانيات الروحية الانها بصورتها الحالية والتقدم العلمى فيها وحلولها الكثيرة فى مجالات التغذية والاقتصاد والانتاج والعلاجات وانتاج الادوية وتحسين الجنس البشرى او تطويرة لمقاومة بعض الجينات الممرضة وتلافى الامراض الوراثية لبعض الافراد اثرت فى تكوين فهم صحيح لمن لدية عقيدة صحيحة لاصلاح مجالات عدة وعلى العكس لمن كانت خلفيتهم الدينية مزعزعة او تم تشويهها وتعامل بغلو مبالغ حيث اثرت فى تكوينهم الفكرى واعتمادهم على المادة لان التقدم فيها عجيب ومؤثر للغاية ….يتبقى ان اذكر ان مناقشة الفكر الباطنى ليس من اهتماماتى حيث لا اهتم كثيرا بمناقشات الشيعة او طرح افكارهم وجدالهم وانما يتوقف اهتمامى كثيرا على مناقشة بعض النظريات العلمية للعلمانيين اكثر من الفكر الشيعى لانة بعيدا عن مجال اهتمامى او النقاش الدائر فى الاوساط العلمية والطبقة المثقفة المقصود الحديث عنها التى لا يستهويها افكار الشيعة فى شئ .