هذه قراءة تحليلية
معلوم أن داعش مخترقة من قبل إيران وأنها تسيطر على قرار أجزاء واسعة منها، ويكفى أن تستمع لشهادات أهل السنة بالعراق عن قتل قادة السنة من العلماء والمجاهدين والساسة ومصادرة السلاح السني وإيقاع الظلم والضرر عليهم وتدمير البنية التحتية لمناطقهم، وبعد هذا كله يتم تسليم هذه المناطق للحشد الشيعي!
وهناك شهادات كثيرة تحتاج أن تخرج للعالم عن الفضائح التي يقوم بها قادة في داعش والذين في الحقيقة هم جواسيس إيرانيين شيعة.
وإذا استحضرنا الأنباء عن دعم إيران لداعش في سيناء وليبيا أيضا، والتي للاسف قد تحتاج عدة سنوات ليصدقها الناس كما حصل من انكارهم لدعم إيران القاعدة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي.
ولقد قامت داعش بتنفيذ كثير من العمليات الإرهابية في العالم في توقيتات حساسة صرفت الأنظار عن جرائم وإرهاب إيران وبشار وروسيا، ومن أمثلة ذلك توقيت ظهور داعش نفسها، تفجيرات باريس، واروبا.
لذلك اظن أن عملية الكرك وحادثة الدهس بألمانيا هي ضمن سياق عدة عمليات ستحدث في أنحاء مختلفة من العالم لغسيل سمعة ايران وميلشياتها وروسيا وبشار وتصدر إجرام وإرهاب داعش في العالم وفي عدة دول مستهدفة من المشروع الايراني لتنشغل بنفسها كتركيا والأردن ومصر واليمن.
أما اختيار الكرك بالتحديد فهو لضرب السياحة والاقتصاد لو نجحت عمليتهم، ولزرع مشكلة داخلية بمهاجمة المسيحيين في موسم أعيادهم، والعمل على تغيير المزاج الكركي الرافض للغزو الايراني والشيعي لمدينتهم التي يسعى المشروع الايراني لغزو الاردن منها تحت شعار (السياحة الدينية).
فبصنع إرهاب داعشي في الكرك يتحول الغضب الكركي من إرهاب إيران في سوريا والعراق إلى إرهاب داعش في الكرك، وبذلك يمكن أن يمر مشروع إيران بخلق بؤرة شيعية في الاردن على غرار بؤرة حي السيدة زينب في دمشق، والتي تحولت لمبرر وشماعة للغزو الاحتلال الايراني العسكري لسوريا والقيام بأبشع الجرائم.
تبقى ملاحظة أخيرة وهي أن خلية الكرك كان معها أو يقودها شخص سوري يدعى أبو عمير، فهل تكشف التحقيقات عن حقيقته وأنه جاسوس للحرس الثوري؟
هذه قراءة للحدث والزمن سيكون الحكم عليها، ونأمل أن لا تكون كما قال الشاعر:
نصحتهم نصحى بمنعرج الاولى
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
اسامة شحادة