لنتفق على ان النظر في امور الواقع يجب ان تكون فيه النظرة مركبة وليست احادية ؛ بمعنى:
◾لو قال لنا قائل ان ما يحصل اليوم هو حرب على الاسلام للقضاء عليه نقول صدقت وهذا جانب ويسمى الجانب العقائدي
◾لو قال لنا قائل ان ما يحصل هو صراع بين الشرق والغرب ؛ بين اليسار واليمين ؛ بين الرأسمالية والشيوعية ؛نقول صدقت وهذا ايضا جانب ويسمى الجانب السياسي
◾لو قال لنا قائل ان ما يحصل هو تكالب لاهل الباطل واهل الكفر على اهل الاسلام لنهب الثروات والخيرات من نفط وغاز ماء ؛ نقول صدقت وهذا جانب اخر ويسمى الجانب الاقتصادي
◾ لو قال لنا قائل ان ما يحصل اليوم هو ثورة الضعفاء ؛ثورة الجياع ؛ ثورة شعوب مظلومة على حكامها نقول له صدقت وهذا ايضا جانب ويسمى الجانب الاجتماعي
اذا نلاحظ ان هناك اكثر من زاوية للنظر في الامور ؛ فزاوية واحدة لا تكفي ؛بل قد تضلل صاحبها ؛ فينظر للواقع من هذه الزوايا الاربعه ؛ سواء اجتمعت او تفترقت ؛ وقد يظهر جانب ويختفي اخر كل بحسبه ؛ وحسب الآلة الاعلامية يتم التضخيم و التعتيم ؛ وحسب مصالح كل جهه واجندتها.
والحق ان الواقع مركب من هذه كلها بتفاوت بينها وحسب ما تقتضيه المصلحه
فتارة يركزون على الجانب الاجتماعي ؛ كثورات الربيع العربي [غسيل دماغ] ويقنعون الغثاء بها ؛ فينتهجها المتحمسون ويدعون اليها بل يعتبرون ما هم فيه قمة الوعي السياسي !!!
وتارة يركزون على الجانب الاقتصادي مثل حرب السعودية وروسيا في اسعار النفط ؛ ليفرغوا عقول الشباب من البعد العقائدي ؛فيتصوروا انظمة مادية تتقاتل من اجل المال ولا يهمها الا مصالحها ؛فتتشكل صورة ذهنية عقيمة فينهال بالسب والتشكيك في الانظمة السنية خصوصا؛ ورميها بالباطل ؛ ويعتبرون ما هم فيه قمة الوعي السياسي !!
وتارة يركزون على الجانب العقائدي واشعال الفتن الطائفية مثل سني وشيعي ؛ فيتصور الجاهل ان الاسلام يطحن بعضه وان الاصلح هو ان نجتمع مع الرافضة ؛ ولا يدري بأنه يهدم ولا يبني بذلك الفكر المنحرف الذي خطط له هؤلاء؛ فيكون اداة تخدمهم بل معول هدم في جسد الامة ؛ بل يعتبرون ما هم فيه قمة الوعي السياسي !!
اما الجانب السياسي وهو الاخطر فيركزون على معاداة الغرب و تفشي ظاهرة معاداة امريكا والصاق التهم بها ؛ بالمقابل السكوت عن جرائم الشرق والتعتيم عليها بل احيانا تجميلها وهذا [ما نحاول ان نبينه للناس ]!!
ويكون ذلك عن طريق معرفة عقائد اليهود والنصارى ودراستها ومعرفة الفرق بينهم وانهم في الاصل اعداء لا يلتقون .
كتبه : زياد عبد ابو راس (ابوسلطان)