مرض زوال الأمم

لو كنت اسعد الناس وأكثرهم نعمة وهناء وصحة ومالا، وتجلس بين احب الناس الى قلبك تغمرك فرحة وسرور لا مثيل له في التاريخ، وتنعم بما لذ وطاب من مختلف الاصناف من الطعام والشراب.

لو كنت في حال كهذه؛ فجأة رايت شيئا جذبك اليه وصرف اهتمامك عما وعمن هم من حولك. فنسيت ما انت فيه من نعمة لأجل ما رأيت.

اعلم بأن هذا هو حال أهل الجنة في الجنة حين يرون وجه الله تعالى. ينسون كل نعيم هم فيه.

بالله عليك كيف بمسلم يعتقد بهذا ولا ينشغل بلقاء الله تعالى ورؤية وجهه الكريم يوم القيامة، ولا يتعلق قلبه به وما ذلك الا بسبب حطام دنيا فانية.

(بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى)

فحذار من صنم الدنيا فهو أخطر على العباد من كل الطواغيت كونها تسرق قلبك باختيارك عن الله والآخرة.

اما الطاغوت فلا يقدر على فتنة قلبك ان اردت الله ولو قطعك اربا اربا.

الشاهد..

ان الكثيرين من الدعاة والوعاظ يهملون التحذير من الدنيا ومن خطرها على العباد، ويؤججون الصراع مع الحكام والطواغيت. فلا طواغيت كسروا ولا دينا أقاموا.

الا يعلمون بأن الصراع والانشغال بالحكام هو مرض زوال الامم، فأيما أمة انشغلت بالصراع مع الحكام من دون النفوس والقلوب زالت من الوجود.

يعني ذلك؛ بأن دعوة حزب التحرير الاسلامي المتلبسة بالخلافة المنبثقة من الصراع مع الحكام من دون الانفس؛ كانت لإزالة الأمة من الوجود.

عدنان الصوص

3/9/2016

Scroll to Top