خطورة الإيقاع بين العرب والغرب وتقسيم سوريا

هناك فكرة مهمة جدا وردت في مقدمة كتاب “التاريخ السري للعلاقات الشيوعية الصهيونية”، لنهاد الغادري، وهي عندما نقرأها نشعر كأنها تحكي عن واقع اليوم، وهي تحكي حول خطر عمل الصهيونية والشيوعية على الإيقاع بين العرب والغرب، وهو ما أدى إلى إنجاح الصهيونية في تمرير قرار تقسيم فلسطين في مجلس الأمن، وأدى ذلك لإقامة دولة لليهود كاملة السيادة، بدلا من تطبيق الكتاب الأبيض البريطاني الذي كان يؤكد على وحدة فلسطين ويحدد لليهود إقامة إقليم لحكم ذاتي لهم ضمن دولة فلسطين العربية.

فهذه الفكرة من أهم أسس نجاح قيام اسرائيل، وإذا نجح المخطط مرة أخرى سوف يحصل التقسيم في سوريا، وتُقام دولة علوية، – لا سمح الله -.

من نماذج الإيقاع بين العرب والغرب أعرض كمثال، خبرين انتشرا مؤخرا:

1- تصريحات مسربة لجون كيري: سيتم اقتلاع المعارضة السورية خلال ثلاثة أشهر!

2- سيناتور أمريكي: سقوط الأسد يعني احتلال الإسلام والمسلمين لأوروبا.

بغض النظر عن صحة او كذب ذلك، فهو ضمن مخطط الايقاع بين العرب والغرب. لماذا؟

فهو كما هي أيضا القصة المعروفة في كتاب كليلة ودمنة حول إيقاع دمنة الفتنة بين الأسد والثور ليستأثر وحده بمصاحبة ملك الغابة، حيث في القصة عمليتي إيقاع بالفتنة، واحدة بحديث مغرض مع الأسد والأخرى بحديث مغرض مع الثور.

من الواضح أن تلك الموضوعات مغرضة، مثلها مثل الخبر المغرض الذي تسرب عن ضغط كيري بالإملاءات الروسية على المعارضة السورية قبيل بدء مفاوضات جنيف. لكن الأخبار والمواقف الدولية الرسمية المثبتة هي في اتجاه دعم المعارضة السورية وإسقاط الأسد مهما طال الوقت أو عظمت الصعوبات.

فقد جاء مثلا في موضوع في صحيفة الشرق الأوسط بعنوان “لماذا تصر السعودية على سوريا بلا أسد؟”، بأن السعودية تصر على إسقاط الأسد تماما، وأنها مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا على الأقل متفقون على أنه لا دور للأسد في مستقبل سوريا. كما أنه قد صرح الأمين العام لحلف الناتو أن الضربات الروسية تقوض جهود السلام في سوريا.كما أنه أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن أن روسيا تساعد الأسد على إقامة دولة علوية على الساحل السوري.

الأمر واضح، وذلك عند ألقاء نظرة متنوعة واسعة الأفق، والابتعاد عن النظرات الضيقة التي لا ترى أبعد من أنفها.

زاهر طلب

 

Scroll to Top