رفض حزب التحرير الإسلامي الدعوات التي بذلها رئيس السلطة الفلسطينية المتكررة لحماية الشعب الفلسطيني من هجمات قطعان المستوطنين ومن القوات الإسرائيلية نفسها بحجة أن هذا الحماية الدولية تعتبر في نظره ” تسخير الدماء الزكية لأبطال فلسطين من أجل تنفيذ مخطط استعماري متجدد لاستجلاب احتلال دولي أشد فظاعة وبشاعة فوق الاحتلال اليهودي المجرم”. واعتبر الإصرار على هذه الدعوة تحد للأحكام الشرعية الرافضة للاحتلال بكل أنواعه.
وكان الرئيس عباس قد أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رام الله الأربعاء الموافق 21/10/2015 ، على “ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني بعد أن فقدنا القدرة على حماية أنفسنا من المستوطنين ومن الجيش الإسرائيلي ومن السلاح الحي، فليس أمامنا إلا أن نطلب الحماية الدولية وليس لنا خيار آخر، ونأمل المساعدة في ذلك“.
ولنا وقفات مع رفض حزب التحرير لطلب السلطة الفلسطينية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني:
1- قام حزب التحرير بالتحريف والتزوير حين اعتبر طلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني هو نفسه طلب تدويل المقدسات وتهويدها كحل نهائي. وثمة فرق بين الأمرين لدى العقلاء، علما بأن الولاية على المقدسات في القدس هي مفروغ منها حيث تقع على كاهل الحكم الهاشمي في الأردن.
2- اعتبر حزب التحرير طلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من القتل والاعتقال وهدم البيوت وانتهاك الأعراض التي تتحمل وزرها إسرائيل تحد للأحكام الشرعية، وهذا منه مخالف لأحكام الشريعة التي أجازت عقد التحالفات والمعاهدات والاستعانة بقوى أجنبية لدرء المفاسد عن الأمة، بل اعتبر ذلك اشد فظاعة من الاحتلال اليهودي المجرم.
3- غرر حزب التحرير بالناس حين استشهد بفتيا أصدرها رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس المحتلة، الشيخ عكرمة صبري التي جاء فيها: “أفتي بتحريم التدويل والتهويد لمدينة القدس، وأنهما مرفوضان شرعاً، ويأثم شرعاً كل من يسهم أو يؤيد التدويل أو التهويد لهذه المدينة”. فقد خلط الحزب بين مراد الفتوى التي تقصد حرمة التوصل إلى تهويد آو تدويل القدس كلها كحل في المفاوضات النهائية، وبين ما طلبته السلطة الفلسطينية من حماية للشعب الفلسطيني كله في كافة أراضي السلطة وليس جزءا منها.
4- لم ينبس حزب التحرير ببنت شفة لطلبات الرئيس الإيراني والسستاني وغيرهم من أعداء أهل السنة الداعية لتدويل مناسك الحج علما بأنه لو تمكنت إيران من مناسك الحج يوما ما، لأعادت ذاكرتنا لما فعله القرامطة في الحجيج في بداية القرن الثالث الهجري حيث قتلوا الآلاف ونقضوا الحجر الأسود وغيره.
وبذلك يتبين لنا بأن حزب التحرير هو الرائد في فن الدجل والتزوير والتغرير بالمسلمين وهو يقف حجر عثرة في وجه الدعوات الإصلاحية المبنية على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة مستخدما بذلك الدعاية السوداء (إقامة الخلافة) التي هي في حقيقتها (إسرائيل الكبرى) حيث يمهد السبيل لقبولنا بالأفكار الماركسية ووعيها السياسي بالتالي تدفعنا تلك الأفكار للتحالف مع الروس وإيران على اقل تقدير كما هو حاصل من تنظيم القاعدة وداعش الجهاد الإسلامي وحماس هذه الأيام. وما سكوت الحزب عن دعوات إيران لتدويل مناسك الحج وصراخه ضد حماية الشعب الفلسطيني من قبل قوات دولية إلا دليلا آخر على عمالته لأشد الناس عداوة للمؤمنين من اليهود والذين أشركوا.
للكشف عن حقيقة حزب التحرير، اقرأ كتابي:
(حزب التحرير الاسلامي والتضليل السياسي)
هذا والحمد لله رب العالمين،،،،
عدنان الصوص
22/10/2015