لا زال بعض الصم البكم العمي يزعمون بأن كل حكام العرب عملاء وخونة لإسرائيل.
فمن أصيب بهذه اللوثة الفكرية التكفيرية فقد خطا خطوة نحو الدعشنة أو القعدنة علم بذلك أم جهل.
كلمة نسمعها كثيرا، وآمن بها الأكثر ، ولو دققنا فيها فقط لحظة واحدة لاكتشفنا زيفها سريعا. هذه الكلمة خالفت النصوص القرآنية، والسنن النبوية والواقع المعاش. هذه الكلمة دافع بها قائلها عن مجرمين، واتّهم بها غير مذنبين. هذه الكلمة مارست فينا من التضليل الاعلامي الكثير وقلبت لدينا من الحقائق الوفير. هذه الكلمة يجب تقييدها وعدم إطلاقها. هذه الكلمة هي: (كلهم عملاء).
فهل كل الحكام عملاء؟
أبدا فلو كانوا كلهم خون وعملاء لليهود كما يزعمون لما وقف أمام تحقيق أحلام اليهود في السيطرة على بلاد ما بين الفرات والنيل عسكريا كما يريدون ويأملون أحد.
وهذه هي أصناف الرؤساء والحكام:
1- منهم العميل عن قصد وسبق إصرار.
2- منهم العميل عن قصد بغير سبق الإصرار ، بل بالإكراه.
3- منهم من يمارس بعض أوجه العمالة مضطرا ليدفع بها عن المسلمين أمرا هو أشد وأخطر.
كيف نتعامل مع هذه الاصناف الثلاثة؟
الصنف الاول (العميل عن قصد وسبق اصرار):
هؤلاء غير مسلمين، أو مسلمين انتهجوا مذهبا كافرا اتفق العلماء على كفره وكانوا رأسا فيه وحماة له. فهؤلاء يجب تغييرهم والتخلص من مفسدتهم عند توفر القدرة، نعم عند توفر القدرة على ألا يترتب على ذلك مفسدة أكبر أو تساويها، فان الحرب ليست نزهة ولا نزوة.
الصنف الثاني (العميل عن قصد بغير سبق الإصرار ، بل بالإكراه🙁
إن كان الحاكم من هذا الصنف كافرا أصلياً، أو ثبتت ردته بالكفر البواح، فيلحق بالأول. أما إن كان مسلما ومارس الخيانة والعمالة عن غير قصد العداء للإسلام وللمسلمين، بل لهوى أو ضغط. فلا يُخرج عليه ابتداء حتى يظهر منه الكفر البواح، فإن ظهر، أخذ حكم الفريق الأول. أي وجوب تغييره مع القدرة على أن لا يترتب على ذلك مفسدة أعظم. فإن الحرب ليست نزهة ولا نزوة.
الصنف الثالث (من يمارس بعض أوجه العمالة الظاهرية مضطرا ليدفع بها عن المسلمين أمرا هو أشد وأخطر:
إن كان هذا الحاكم مسلما من المسلمين، ولم نر منه الكفر البواح، واضطر لممارسة بعض المفاسد أو صور العمالة الظاهرية للعدو. فهذا الصنف من الرؤساء لا يجوز الخروج عليه. ولكن يجب على الأمة السعي للإصلاح بدلا عن تغييره. وإصلاحه يجب أن يكون بما شرعه الله، وأن يتحمل الجميع مسؤولياته، فالضعف الذي أصاب الحاكم وقراراته جاء من الضعف العام الذي اصاب الأمة.
فأين نحن إذن من تلك المقولة الفاسدة: (كلهم عملاء). فهذه المقولة يقصد منها دمج الصالح بالطالح، تمهيدا لإسقاط الصالح، ثم مبايعة الطالح آخر المطاف، وهذا ما سيكون في آخر الزمان، حيث سيقاتل الناس ضد المهدي، ويبايعون الدجال، فالحذر الحذر.
عدنان الصوص