بالأمس الجمعة, 24 نيسان/أبريل 2015 نقلت وكالة الأناضول تصريحات جديدة لإسماعيل هنية استعداد حماس لتحسين علاقاتها ايجابيا مع مصر والسعودية.
قلت:
ليست هذه المرة الاولى التي يطرح هنية مثل هذا الطرح، ولكن الجديد هو ان يتم طرحه مع وجود استعدادات اسرائيلية لشن هجوم جديد على غزة. وهذا التزامن في الطرح مع التحضيرات للحرب اثار التساؤلات وما المراد منها؟
يجب ان نتذكر ما يلي:
– انتصار السعودية على الحوثيين في اليمن وقطع يد ايران الماركسية الرافضية من احتلالها، وما صاحبه من تعاطف كبير مع السعودية و ارتفاع اوراقها في الوسط السني وأوساط غربية اخرى عدا الكتلة الشرقية ومنتجاتها مثل داعش وحزب التحرير وبشار وإيران وغرهم.
– اعتراف علي عبد الله صالح بالهزيمة ودعوته للحوار والخيار السياسي.
امام هذه الاحداث سارع اسماعيل هنية لإعادة الدعوة لتحسين العلاقات مع مصر التي تعتبر حماس منظمة ارهابية ومع السعودية الراغبة في قطع علاقات حماس مع ايران بحجة المقاومة وكل ذلك جرى مع التحضيرات لحرب اسرائيلية على القطاع.
حماس تعلم جيدا بان ثمة اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل وتعلم كذلك بأن السعودية لا تؤمن بمشاريع المقاومة المنفلته من الضوابط الشرعية لدحر الاحتلال التي تتدعيها ايران و(سوريا البطش والإرهاب) تلك الحروب التي تسببت بمزيد من الضياع للشعب الفلسطيني وقضم الاراضي تلو الاراضي وعرقلة مشروع إقامة الدولة الفلسطينية بحجة محاربة الارهاب والتطرف الفلسطيني.
وعليه، يجب قطع الطريق على نوايا اسرائيل من خلال افتعال الحرب على غزة التي ستستدرج اليها حماس (مع حسن الظن)، تلك النوايا التي تريد منها اسرائيل ما يلي:
– تلميع حماس من جديد من خلال حرب جديدة يتم تصوير حماس من خلالها بأنها هي المنتصرة.
– اعادة بعض الثقة بإيران بعض افتضاح امرها في اليمن وسوريا ولبنان والعراق والتي سيقال لولاها لما انتصرت حماس.
– احراج مصر والسعودية من خلال رميهما بموقف المتفرج والمتخاذل ضد اسرائيل.
– احراج مصر والسعودية وإضعاف موقفها بأنهما لم يتحركوا لرفع الدمار عن قطاع غزة .
– اطلاق ناعقات بان السعودية تدك المسلمين في اليمن ولا تجرؤ على دك اسرائيل ولا نصرة الفلسطينيين.
وعليه، يجب على مصر والسعودية وضع شروط ملزمة لحماس مقابل اعادة العلاقات معها اهمها:
– قطع علاقاتها مع ايران وسوريا.
– تغليب الحل السلمي السياسي على مشروع المقاومه وإعلان ذلك والالتزام به واقعا.
– وقف مهزلة اطلاق الصواريخ العبثية ضد المدنيين اليهود وأؤكد على كلمة المدنيين.
– حل كتائب القسام ثم ضمها للسلطة الفلسطينية لتشكيل قوة فلسطينية واحدة تحت قيادة وطنية غير مرتبطة بالخارج.
– بقاء خيار المقاومة جاهزا للدفاع عن النفس ضد اسرائيل والذي سيكون في هذه الحالة مبررا وسيؤدي الى نتائج سلبية على اسرائيل وايجابية للعرب.
هذا مذكرا بقول الله تعالى: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).
والحمد لله رب العالمين
عدنان الصوص
كاتب وباحث