هناك من ينتقد ويعادي داعش وجرائمها، لكنهم في الواقع يتفقون معها فكريا، مثل المقدسي وأبو قتادة الفلسطيني وغيرهم، وقد كتبت سابقا حول توضيح التطابق الفكري بين داعش وجبهة النصرة، وأن الخلاف بينهم مجرد خلاف تكتيتكي في أسلوب العمل، ورغم ذلك لا يزال البعض يعتقد بأن جبهة النصرة مختلفة عن داعش لأنها تناصر الشعب السوري وتقاتل النظام وأنها معتدلة!، والواقع أنها إرهابية مثل تنظيم داعش، لكنها تبدو بالنسبة لها معتدلة لأن جرائمها أقل نسبيا، وهذا في الحقيقة يجعلها أكثر خطرا من داعش لأن جرائمها تظل منسية ومخفية.
نماذج من جرائم وإرهاب جبهة النصرة:
– مبايعة جبهة النصرة للظواهري، فقد سبق لهم مبايعة زعيم القادة العالمي قبل مبايعة خلافة البغدادي وقبل ظهور داعش في سوريا.
– جبهة النصرة قاتلت الجيش الحر أكثر مما قاتلت النظام، وفي كل معركة دخلتها سلمت مناطقها الى النظام من غير قتال خصوصا الساحل والقلمون بعد أن تحررت.
– احتلالها بلدة معلولا المسيحية الأثرية واختطاف الراهبات وكسر تماثيل المسيح ومريم، وعبور الحدود اللبنانية وحرق البلدات السنية والمطالبة بإخراج الإرهابيين من السجون اللبنانية، مما عزز مكانة النظام وحزب الله.
– سرقتهم كابلات النحاس والتجارة بالنفط المهرب من داعش الى النظام.
– قبض رواتبهم من إيران وعلاقتهم بالمخابرات السورية خصوصا في مجال تسيلم واستلام المناطق، بمعنى كلما احتاج النظام الانسحاب من منطقة سلمها للنصرة، وكلما احتاج العودة الى منطقة أعادتها النصرة للنظام.
– قتلهم الدروز الذين يحاربون مع الجيش الحر، وتكفيرهم علنا ومهاجمتهم، وقتل العشرات من ضباط الحر واتهامهم أنهم مخابرات أردنية وقتل المئات من عناصرهم بتهمة علاقتهم بالأردن أو بالسعودية.
– علاقاتهم مع داعش حيث كانوا يسيطرون على معظم الجزيرة السورية، فلما خرجت داعش بايعوها، ولم تكن قد قويت شوكتها بعد، ثم سلموها أغلب المناطق التي حررها الجيش الحر بالآف من القتلى.
– طبعا هذا عدا عن آلاف القتلى الذين ذبحتهم النصرة وقطعت رؤرسهم أو سحلتهم من الشعب السوري تحت حجة مخالفة الشريعة، وبالأمس قتلوا رجلين في إدلب بتهمة عمل منافي للحشمة!
– جبهة النصرة اليوم متفرغة لقتل العناصر التي يتهمونها بالارتباط بأمريكا والسعودية، أو يتهمونهم بأنهم علمانيين مثل الثوار بزعامة جمال معروف، فهم وداعش والقاعدة يقاتلون جنبا الى جنب ضد الشعب والثورة السورية.
– أما تنظيميا فهم مرتبطين بالنظام السوري بدليل أنه أخرجهم من السجون بعد أن عجز عن مواجهة الثورة السلمية وسلحهم.
– جبهة النصرة أكثر خطرا على سوريا والمنطقة من داعش، فأحد أهداف وجودها صار أن تتلقى دعما عسكريا دوليا، بحجة أنها تحارب داعش. وما زال الكثير من العميان يصدقونها تحت وطأة الدعاية الإعلامية الهائلة التي تسوق لوجودها.
– معظم الغربيين والصحافيين الذين ذبحتهم داعش أو تهدد بقتلهم كانت قد خطفتهم جبهة النصرة من المناطق المحررة وسلمتهم لداعش، وكلهم قد جاؤوا لمساعدة الشعب السوري وبعض منهم مسلمين.
– قبل أن تبدأ الثورة في سوريا كان الحال بتحييد المناطق ذات الطابع الطائفي عن الصدام الثوري لأن النظام أقدر على تحويلها الى صدام طائفي وبالتالي إسقاط الثورة، وتلك المناطق هي مناطق المسيحيين والدروز والعلويين والإسماعيلية.
– وبالعودة للدروز فأغلبهم ضد بشار الأسد ولديهم معارضة ضده من أيام سليم حاطوم ومعارك دمشق، التي قتل فيها آلاف الدروز بأيدي النظام، وقد تحرك الدروز مع الثورة من غير ضجيج وشاركوا في معارك تحرير حوران حتى جاءت جبهة النصرة وبدأت تقتلهم وتحاربهم فاضطروا الى اللجوء للحياد، ولكنهم لليوم ضد بشار الأسد بشكل عام.
– ولنلاحظ أيضا أن النصرة وأخواتها قد استهدفوا اول ما استهدفوا المناطق الطائفية لإضفاء طابع طائفي للثورة وإثبات كذبة أن بشار الاسد يحمي الطوائف.
– يبدو أن اسم النصرة مسمى ذو أصل تحريري، من طلب النصرة ومقدمة الخلافة.
– طبعا هناك الآلاف من الأمثلة التي يصعب حصرها ويمكن مراجعة أرشيفات الأخبار لنجد الكثير من التآمر، وعلاقتهم بحزب التحرير المتطرف وعلاقتهم بالنظام السوري.