أسباب انتشار فتنة وإرهاب داعش والنصرة

إن مشكلة انتشار تنظيمي داعش والنصرة، وانتشار أفكاره بين بعض الشباب لها أسباب عديدة، وبمعرفتنا لها ومن ثم معالجتها بالطريقة الصحيحة، يمكن الحد من هذه الكارثة الزاحفة إن شاء الله، ومن أهم هذه الأسباب:

 

1- الجهل بحقيقة وجوهر الدين الإسلامي السمح دين اليسر، والتمسك بفهم متحجر متشدد له، مع الظن أن هذا الفهم هو نفسه الدين المقدس الذي لا يجوز المساس به، فيظنون أن فهمهم الخاص بهم هو ذات الدين المقدس الذي أنزله الله، وهذا يؤدي إلى تكفيرهم لمن يخالف فهمهم للدين، يضاف الى ذلك جهلهم بأحكام وقواعد الكفر والتكفير واستسهالهم الفتوى وإطلاق الأحكام على الناس بغير علم، وهذا الجهل من أكبر الأسباب، ويجب معالجته بنشر العلم والفهم المعتدل الوسطي الصحيح للإسلام.

2- عدم معرفة الطريق الصحيح للتغيير الشعبي السلمي أمام مشكلة الفساد في الأنظمة العربية، حيث إن التغيير الحقيقي الصحيح ليس بالثورات ولا الانقلابات، وهذه أماما تجارب الأمس تحكي اليوم النتائج المحبطة في دول الثورات العربية، لكن اتباع المنهج القرآني العلمي “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” [الرعد:11]، سوف ينتج عنه حدوث تغيير وإصلاح حقيقي وجذري في أحوال الشعوب على قدر تغييرهم لأفكارهم وسلوكهم وما بأنفسهم، وإن أنظمة الحكم في الحقيقة هي تابعة لأحوال الشعوب وليس العكس كما نظن، وهذه المسألة قريبة وبعيدة على الفهم في آن واحد، مثل مسألة دوران الأرض حول الشمس، حيث اعتقد الناس قديما أن الشمس حسب الظاهر هي التي تدور حول الأرض، ولكن الاكتشافات العلمية أظهرت أن الحقيقة هي بعكس الظاهر.

3- الجهل بالسنن والقوانين الكونية والشرعية للتمكين في الأرض، وأن ذلك يكون بالصبر والدعوة وتحمل الأذى من الآخرين، وليس بإلحاق الأذى بالآخرين!.

 

4- الطعن بالعلماء والنيل منهم، واتهامهم بأنهم علماء سلاطين، فالعلماء يجب احترامهم ليس فقط من قبل السلطة خاصة عند نصيحتهم لهم بالعدل والشورى، ولكن يجب ذلك على الشعوب أيضا، خاصة عندما ينصحوهم بإصلاح وتغيير أنفسهم والصبر وعدم إثارة الفوضى والخروج على الحكام، فكما أننا نعرف أنه يجب على العالم نصيحة الحاكم بالعدل بين الرعية، كذلك يجب على العالم نصيحة الرعية بأداء واجباتها تجاه الحكام لتحصل على حقوقها، قال عليه الصلاة والسلام: “إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها، قالوا يا رسول الله! فما تأمرنا؟ قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم”. متفق عليه.

Scroll to Top