أما ما يسمى بدولة العراق والشام الاسلامية (داعش) – زورا – فقد بانت خيانتها وزيفها وتطرفها وضلالها، بل ظهرت عمالتها للنظام السوري منذ الايام الاولى لدخولها الحرب السورية، وذلك من خلال محاربة من يحارب النظام السوري وقتل المقاتلين والمدنيين بدم بارد، حتى أن أشهر منظري تنظيم القاعدة ذموها ايّما ذم ووصفوها بأقبح الاوصاف من خوارج وكلاب اهل النار وتكفيريين.
وفي ذلك الحين ومنذ دخول داعش والتي كان اسمها قبل الدخول دولة العراق الاسلامية الى الاراضي السورية خفت لهجة الانتقاد لجبهة النصرة التي سبقت داعش للقتال في سوريا علما بأنها لا تختلف عن داعش في اصول الفكر الثوري – المستقى في أغلبه من فكر حزب التحرير – ولا في كثير من فروعه. وحينها كان بعض المراقبين والمحللين يصرحون ويكتبون بأن جبهة النصرة هي أخطر من داعش كون داعش قد فضحت نفسها بنفسها وتطرفت أيما تطرف حتى انفض عنها من انصارها ومن افرادها ومن منظري تنظيم القاعدة الكثيرون. مما أدى الى أن يري كل من منتقدي داعش وخاصة مؤيدي تنظيم القاعد وابرز منظريهم، وغيرهم من عوام الناس، أن يروا بأن جبهة النصرة مقبولة ومعتدلة نوعا مّا قياسا على داعش باعتبارها اصبحت تمثل خطا وسطا بين تنظيم القاعدة الام وداعش.
وعليه، فقد أكدت الاحداث الاخيرة على الجبهة السورية صحة قول من قال بان جبهة النصرة هي أخطر من داعش، بعد سيطرت جبهة النصرة اليوم على قرى جبل الزاوية بريف إدلب (شمال غرب سوريا) بعد انسحاب مقاتلي جبهة ثوار سوريا منها، وتأتي سيطرة النصرة على القرى بعد اشتباكات استمرت أياما مع جبهة ثوار سوريا التي يقودها جمال معروف.
فإذا علمت بأن جبل الزاوية كان قد حرره الجيش الحر في عام 2011 من قوات النظام السوري حتى قبل نشأة جبهة النصرة، وأن شبيحة النظام السوري يقاتلون في صفوف جبهة النصرة، كما نطق به جمال معروف تبين لنا ان جبهة النصرة قد بدأت وبكل وضوح وبعد ضربات التحالف الجوية ضد داعش والتي يبدو ان تلك الضربات قد اثرت عليها سلبا، بدأت تأخذ دور داعش في محاربة الجيش الحر والفصائل المعادية للنظام السوري.
وهنا لا بد من التوجه لكل من أدرك انحراف داعش واقتنع بخيانتها وفي نفس الوقت لا يزال يتعاطف مع جبهة النصرة، بسؤاله السؤال التالي: ما هو موقفك الآن من جبهة النصرة وقد بدأت تحذوا حذو داعش علنا وعيانا؟!
الكاتب الأستاذ: عدنان الصوص