الشيوعية لم تمت، والخطر الشيوعي الدموي فعليا لم ينتهي يوما من الأيام، بل تظاهرت الشيوعية بالموت ليتوقف التحذير من خطرها، وفي هذه الأثناء عملت على تقوية نفسها داخليا وخارجيا، وبطرق كثيرة ومبتكرة، ومنها طرق تعتمد على الرأسمالية، وأخرى تعتمد على ركوب الموجات وانتحال الصفات الوطنية أو الديمقراطية أو الدينية، لتعود فجأة وتقضي على العالم بدون سابق إنذار، أنظروا إلى التعاظم الصاعد بثبات لقوى روسيا والصين وحلفائهم حاليا.
لقد كان دائما اعتمادهم على الرأسمالية اعتمادا تحت السيطرة الشيوعية الخفية، لأن الاقتصاد الشيوعي السابق قد فشل ولم يعد قادرا على دفع عجلة الدول الشيوعية، وأيضا لكي تنطلي الخدعة علينا بانهيارهم المزعوم، واعتمدوا بعضا من الانفتاح وقليلا من الحريات السياسية أيضا لتهدئة الشعوب المستعبدة تحت قهرهم، وأيضا لكي تنطلي خدعة موتهم الدجلية.
إنهم في الحقيقة لم يتخلوا عن جوهر الأيديولوجيا الشيوعية، ولهذا هم لم يتغيروا ولم يصبحوا فعليا رأسماليين ولا ديمقراطيين، هم فقط مشوا على تكتيك “خطوة للخلف من أجل خطوتين للأمام” ولكن على المدى البعيد، وقد حافظوا طوال فترة موتهم المزعومة على الحكم الأمني الحديدي والسجون السرية وأعلى معدلات لانتهاك حقوق الإنسان، وبرغم أنهم خففوا قليلا منه فهو لإعادة تلميعهم أمام الرأي العالم العالمي، لكنهم حافظوا على حد أدنى من سيطرة الدولة الأمنية البوليسية، وكانت كثيرا من انتخاباتهم ومظاهر الليبرالية والرأسمالية لديهم، تحت سيطرة أمنية شديدة.
إن الخطر الشيوعي الذي عانى من ويلاته مئات الملايين من البشر قتلا وتعذيبا وذبحا وسجنا وتهجيرا وإبادات جماعية بالملايين، هذا الخطر الرهيب أصحابه المجرمون مصممون على عودته مرة أخرى، فما نراه في سوريا من إجرام النظام البعثي (الشيوعي) ومن داعميه (الشيوعيين) روسيا وإيران والصين هو النموذج الجديد لجرائم إبادة البشر في القرن الحادي والعشرين علانية تحت سمع وبصر كافة أهل الأرض، برغم كل ما قيل عن استحالة عودة مثل ذلك بسبب شبكات المعلومات العالمية الهائلة.
لم يفت الأوان بعد، فعلينا إيقاف الزحف الأحمر الجديد قبل وصوله نقطة اللاعودة، ربما يكون هذا أهم تحذير على مستوى القرن، ولهذا يتوجب أن تتواجد مظاهرات وأنشطة ثقافية وعملية متنوعة دؤوبة في كافة أنحاء العالم، ومصممة على إسقاط الشيوعية بشكل حقيقي ومنع عودتها.