لقد أصبح من الضرورة الملحّة تاريخيا العمل على إيجاد حل للمشكلة الكارثية التي دخلت بها الثورة السورية الشعبية، والتي هي ثورة شعب حقيقية وليست أزمة، ولكن النظام وداعميه من روسيا وإيران وإسرائيل قد أدخلوها في أزمة كبرى، وقد أصبحت أزمة تاريخية خطيرة على مستوى مصير الأمة العربية، ويجب وضع حد للأزمة لتحقيق مطالب ثورة الشعب السوري.
لقد أصبح حفظ البعد العربي والأغلبية السنية لسوريا ضرورة تاريخية كبرى للشعب السوري والأمة العربية والإسلامية أكثر من ضرورة إسقاط النظام الآنية، وبناء على ذلك يجب التفكير بطرق جديدة ومبتكرة للخروج من الحالة الراهنة المأساوية بأقل الخسائر الممكنة مع تحقيق أعلى قدر ممكن من المكاسب الشعبية للثورة. من أهمها:
– أن يعمل قادة الثورة الشرفاء من مدنيين وعسكريين، على محاربة تنظيمات القاعدة بكافة أشكالها محاربة فكرية وإعلامية وبكل الطرق، بل حتى أيضا محاربتهم بالصحوات، وهذا سوف يعيد للثورة وجهها الشعبي السلمي المشرق ويعيد الاعتبار لأهل الثورة الحقيقيين، ويريح البلاد والعباد من شرورهم وظلمهم، وخاصة أنهم يسيئون جدا لوجه الإسلام الحقيقي المتسامح، يسيئون لسمعة الثورة والمعارضة السورية الشعبية والجيش السوري الحر، وهذا العمل سيسقط ورقة القاعدة، وهي أكبر ورقة وضعها النظام ليعلب بها ضد الشعب السوري أمام المجتمع الدولي والدول الغربية، وأمام كافة فئات الشعب السوري بما فيهم المساندين للثورة والأقليات، وأمام دول الجوار وإسرائيل، ومن يدري قد يسخّر الله بسبب ذلك قوة الغرب لإسقاط النظام، خاصة إذا تم العمل جيدا على فضح حقيقة أنه هو صانع وداعم هذه التنظيمات الإرهابية.
– العمل الجاد على التوصل إلى حل سلمي باشتراط ضمانات دولية ملزمة بمرحلة انتقالية تؤسس لدولة الحرية وتداول السلطة ونزاهة الانتخابات، وقوات حفظ للسلام إذا لزم الأمر لضمان تطبيق الاتفاق وإخراج كافة المعتقلين وعودة المهجرين، مقابل وقف الجيش الحر لإطلاق النار.
– يجب علينا نحن الشعب السوري وكافة الشعوب العربية أن نلتجئ الى الله بالتوبة الصادقة النصوح، وبأن نصلح أنفسنا بكل جدية وصدق، وأن نثور على الأخلاق السيئة والمفاهيم والممارسات الديكتاتورية السائدة على المستوى الشعبي.
– يجب على جميع العرب والمسلمين دولا وشعوبا التصدي بكل الطرق الحازمة والمدروسة لهذه المرحلة الخطيرة من صعود لخطر إيران وروسيا وهبوط الغرب.