يجب على الدول والشعوب العربية أن لا يسمحوا بانتصار النظام الأسدي مهما كلف الثمن

يجب على الدول والشعوب العربية أن لا يسمحوا بانتصار النظام الأسدي مهما كلف الثمن، لأن انتصاره هو انتصار للخطرين الإيراني والروسي على العرب، وانتصار لنعرة الفتنة الطائفية على مبدأ العيش المشترك، ففي هذه المرة فإن الخطر الإيراني سيعمم التهديد المباشر على جميع الشعوب والدول العربية خاصة تلك التي فيها نفوذ إيراني، وبشكل يشبه ترسيخ تهديد خطر النظام الأسدي على جميع الشعب السوري بعد مجزرة حماة عام 1982، فوقتها كانت الضحية الرئيسية هي مدينة حماة والتالي هو جميع سوريا وهو الذي يحصل الآن، وهذه المرة الضحية هي سوريا والتالي قد يكون معظم العرب مستقبلا (لا سمح الله)، إلا أن الشعب السوري كان في محافظات كلها خاضعة للنظام ويحتاج ذلك أولا ثورة وطاقة إضافية، أما العرب فهم في دول لها استقلالها وقرارها، وتحتاج فقط للتخطيط والتجهيز الجيد للمعركة.

وفي مواجهة مثل هذا العدو الماكر الخبيث، من المعروف أنه يجب تجنب المواجهة غير المدروسة أو التقليدية لأنها قد تؤدي لنتائج عكسية، فهو لديه قدرات تخطيطية هائلة لتحويل الهزائم لانتصارات، ورد الضربات لأصحابها، ولكن بالمقابل فإن السلبية والتفرج وعدم فعل شيء هو استسلام وتقاعس وغباء، ولهذا يجب على العرب أن يخططوا تخطيطا محكما، وأن يأخذوا بدروس وتجارب المواجهات الناجحة، مثل حرب أكتوبر عام 1973، وحرب السعودية ضد الحوثيين، وغيرها، وأن يتخلصوا من عقدة هزيمة الجيوش العربية في حرب فلسطين عام 1948.

خلاصة القول أن القضية السورية تفرض على الدول والشعوب العربية والعالم، موقفا أكثر جدية ليس فقط لأسباب إنسانية وعاطفية فقط، وإنما من مصالح مباشرة وحقيقية، تمس بالأمن القومي العربي والدولي، ويحتاج ذلك إلى فعل عربي عام ومنسق، وخاصة من دول الاعتدال، وضمن رؤية استراتيجية ناجعة.

Scroll to Top