هذا المقال هو تتمة للمقال السابق: خمسة أسباب توجب أن يكون الحل في سوريا سياسيا مهما بدا ذلك مستحيلا!
لا يمكن إسقاط النظام السوري ولا حتى يمكن تحقيق الحل السياسي بدون تدخل عسكري دولي، لما لهذا النظام من دعم خارجي كبير من روسيا وإيران والصين، ولكن هذا التدخل العسكري يجب أن لا يعمل على إسقاط النظام تماما، كي لا ينتقم وفتعمل فلوله وداعميه الخارجيين على إحلال الفوضى في سوريا وفي المنطقة، وإنما أن يكون التدخل والضربة العسكرية بهدف الضغط الجاد القاسي على النظام وحلفائه ليقبلوا بحل سياسي حقيقي مثل الحل اليمني،
فيتنحى بشار أو ينقلب عليه قادة الجيش ويسلمون الحكم لرئيس مدني مؤقت مع تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كافة أطياف المجتمع السوري من معارضة وموالاة، مع وضع خارطة طريق لانتخابات رئاسية وأخرى برلمانية والعودة مؤقتا لدستور عام 1950م، أو إذا لم يحصل انقلاب فيتم إسقاط النظام والقضاء على قيادته بضربات عسكرية جوية ودعم للجيش الحر، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من معارضة وموالاة، لدرء خطر الفوضى والانتقام المضاد.
لقد بدأت الثورة السورية فقط بشعار “حرية… حرية…، وليس بإسقاط النظام، وكان يجب أن لا تقلد الثورة السورية مثيلاتها في الدول العربية برفع سقف المطالب كلما ازداد القمع والإجرام، وإنما يجب أن يكون رفع سقف المطالب أو تخفيضها بحسب حالة وظروف كل دولة وطبيعة النظام وقوته ومدى الدعم الخارجي له ومدى واقعية المطالب، وأيضا بالاستفادة من دروس الفوضى وسيطرة طالبان والقاعدة في العراق وأفغانستان، والاستفاة من دورس الثورات العربية الأخرى مثل مصر وليبيا واليمن.
إن الثائر الديمقراطي يجب أن لا يثور على كل ما هو قائم، وأن لا يرفض الإصلاح الحقيقي ولا الحل السياسي إذا فشل الإصلاح، وإلا فغالباً ما سيقيم استبدادا من نوع جديد.