لقد كنت سابقا مثل الكثيرين، أكره الدعوات الدولية المتنوعة والمتكررة طوال عامين لحل سياسي في سوريا، ببساطة لأن هذا مستحيل ومرفوض مع نظام يقتل الشعب بعمل ممنهج، ولأن عنجهية النظام وتعجرفه الخرافي ترفض أدنى تنازل حقيقي للشعب، رغم أنها تنبطح للخارج خاصة روسيا وإيران، وأكرهه أيضا لأنه قد يعني بقاء بشار وتشكيل حكومة تحت سقف حذائه القذر، أو تعني تنحي بشار مع بقاء النظام والفلول أو ما يسمى الدولة العميقة، ومع أننا تعودنا في ثورات الربيع العربي أن ترتفع المطالب أكثر كلما ازداد قمع وبطش النظام، إلا أن الثورة اليمنية قدمت نموذجا آخر أكثر واقعية من جهة، وتبيّن من الثورات التي أصرت على سقف عالي أيضا أنها تعثرت وتأخر تحقق مطالبها العالية، ولكن الآن تبنّيت رأيا جديدا بضرورة أن يكون الحل في سوريا سياسيا مهما كان ذلك مستحيلا! لماذا؟!
لأنه:
1- يحافظ على بقاء الدولة، ويجنبها الفراغ الذي سوف تستغله الجماعات الإرهابية كما حصل في أفغانستان.
2- وهو ضروري لأنه على الأقل يسقط شوكة النظام القاتلة، حتى ولو بقي كثير من بقايا النظام، فعلى الأقل يتوقف القتل ويحرم النظام من الانتصار والبقاء بنفس شكله التقليدي المعروف الذي يزعم البقاء للأسد وعائلته للأبد.
3- لأنه يحرم حزب الله وإيران من مزيد من التوسع والتمدد ويحرمهم من مخطط تحويل الثورة لصالحهم عبر سحقها وإبادة وتهجير الشعب والانتقام من كل الدول العربية والغربية التي دعمت الثورة.
4- لأنه يمنع تقسيم سوريا الذي قد يفرضه النظام إذا سقط تماما.
5- وأخيرا لأنه يصعب توفر تدخل عسكري غربي حاسم، كما يصعب الحسم من قبل الجيش الحر كما يوجد خوف من فراغ وخلاف كبير في المعارضة السورية قد تملأه القاعدة.
ولكن كيف نطالب بالحل السياسي في سوريا مع أنه مستحيل؟!، ترقبوا المقال التالي…، أنظر المقال التالي:
ولكن كيف نطالب بالحل السياسي في سوريا مع أنه مستحيل؟!