وسائل التربية والثورية الانقلابية عند الإخوان

الوسائل التربوية التالية لدى جماعة الاخوان المسلمين ليست حبرا على ورق بل ما وضعت إلا للتطبيق، فقد عايشتها معهم كلها عبر عدد من السنين، فحين يتحدث البعض عن الاخوان مدحا أو انتقادا، فهو من واقع تجربة شخصية ودراسة منهجية لدى الاخوان.

كان المنتمي للجماعة يعيش شعورا انهم لا بد انهم منصورون بإذن الله، وكانوا يعيشون كلمة (واعدوا) واقعا، تلك الكلمة التي كتبت على شعار الاخوان المسلمين في أسفله، وهذا الاعداد منهم كان لتحقيق امرين اثنين. لتحرير فلسطين وإسقاط الدول التي تقف في وجه تحريرها وأبرزها من وجهة نظرهم الدول السنية المعتدلة. هكذا يتم برمجة العقول للتوجه مع الزمن للتخلص من الانظمة التي منحت الاخوان الفرصة للعمل والدعوة كونها كانت اي: الجماعة، ترفع شعار الاصلاح باعتبارها دعوة اصلاحية وليست ثورية انقلابية، وتحت هذا الشعار الاصلاحي وشعارات المحافظة على القرآن الكريم والتربية انتشرت في الناس ونشرت مع الزمن الثورية الانقلابية ضد الانظمة السنية المعتدلة.

فالوسائل التالية ادناه التي ذكرها د. علي عبد الحليم محمود (عضو الهيئة التأسيسية) في كتابه الشهير وسائل التربية عند الإخوان المسلمين. يتلقى ويتعلم الفرد منهم على الثورية بالإضافة الى حفظ القرآن وتعلم الاخلاق وبعض العبادات والأمور الفكرية ذات العلاقة بالمنهج الاخواني، وخاصة الاصول العشرة وشرحها، وضرورة التحزب لقيام دولة الإسلام والبيعة، والطاعة والانقياد لأمر ألجماعة والاستعداد للتضحية بالمال والنفس والنفيس، حتى لو وصل الى الامر الى حد السجن او التعذيب او القتل من قبل الانظمة التي يردون تغييرها. هكذا يتعلم الفرد المنتمي للإخوان في السعودية والأردن ومصر، باعتبار ان هذه الانظمة عدوة للإسلام ولكلمة التوحيد.

للإخوان عدة وسائل لها أبعاد تربوية وتنظيمية وهي :

1.الأسرة:

وهي تعتبر أصغر وحدة تنظيمية في الجماعة والمسؤول عنها يسمي نقيب الأسرة، وفيها يدرس الأفراد مناهج تربوية وثقافية وسياسية مقررة من قبل الجماعة تهدف لتكوين شخصية الفرد المسلم وتصحيح ودراسة العقيدة وتوثيق الروابط بين أفرادها وزيادة التعارف والتفاهم والتكافل فيما بينهم ويكون لها لقاء إسبوعي.

2.الكتيبة :

وهي تجمع أكبر من الأسرة وتضم عدة أسر ويلتقي أفرادها مرة شهريا ويبيتون هذه الليلة سويا، وتهدف الكتيبة إلي تنمية الجانب الروحي لدي الأفراد وتقوية صلتهم بالله عن طريق التنفل وقيام الليل وعقد المزيد من الترابط لدي عدد أكبر من الإخوان وأيضا تهدف إلي تعويد الإخوان على الطاعة والانضباط ومجاهدة النفس والإخشوشان والتزوّد بالعلم والمعرفة، وتعويد الإخوان على محاسبة أنفسهم بأنفسهم، ولذلك يوزع أمير الكتيبة كشفا لمحاسبة النفس علي كل عضو.

3.الرحلة :

هي وسيلة تربوية متممة للوسائل التربوية الأخرى وهي مثل الكتيبة تغلب عليها التربية الجماعية، وفيها يتاح للمشاركين حرية في الحركة والتريض والتدرّب والصبر على بذل الجهد وتحمل الجوع والعطش، بمقدار لا تسمح به ظروف لقاء الأسرة ولا ظروف لقاء الكتيبه. والأصل في الرحلة أن تكون لعدد من الأسر الإخوانية وقد تكون لمجموعة من المنضمين انضماما عاما أو أخويا، والمكان الأفضل للرحلة يكون بعيدا عن شغب المدينة وخلوي وأن يرتحل إليه صحرويا كان أو ريفياُ، وقد تكون الرحلة للإخوان العاملين، أو لعائلات الإخوان، لزيادة التعارف والمودة مع مراعاة ألا يختلط الرجال بالنساء، أو رحلة لأبناء الإخوان، أو رحلة لبنات الإخوان، أو رحلة للدعاة من الإخوان.

4.المعسكر أو المخيم :

تعد المعسكرات في تاريخ الجماعة امتدادا وتطبيقا لنظام الجوالة. بدأ استخدام هذه الوسيلة مع بداية نشاة الجماعة، وتهدف إلي التجميع والتربية والتدريب وإكساب الإخوان مهارات قيادية وجدية وتعويد المشاركين في المعسكر على ممارسة الحياة العسكرية الخشنة والصبر والالتزام، دعما لفكرة الجهاد في سبيل الله، وتكون مدة المعسكر، لغير الطلاب، من يومين إلي ثلاثة أيام، ويمتدّ وقت معسكر الطلاب أثناء عطلة المدارس والجامعات من إسبوع إلي الصيف كله.

5.الدورة :

وفيها يتجمع عدد غير قليل من الإخوان في مكان خاص لتلقى أنواع من المحاضرات والمدارسات والبحوث والتدريبات حول موضوع معين من المواضيع التي تتعلّق بالعمل الإسلامي، ومن خصائص الدورة الدراسة المكثفة حول موضوع بعينه علمى أو تدريبى، والأساتذة المستعان بهم في الدورات يكونون علي أكبر قدر من الخبرة والتخصص في الموضوع المدروس، ويحدّد الموضوع بعد الحوار وتبادل وجهات النظر.

6.الندوة :

وفيها يتم استضافة عدد من الخبراء والمختصين للإسهام في دراسة موضوع أو مشكلة، ولا يشترط أن يكون المدعوون أو المحاضرون من الإخوان، وهي سيلة تربوية ثقافية فكرية، تزيد من الرصيد الثقافى عند السامع وتمكنه من الإلمام بأطراف مشكلة من المشكلات، والتعرف على أنسب الحلول لها.

7.المؤتمر :

ويضم حشدا كبيرا من المشاركين في الدراسة، غالبا ما يكون المساهمون قد أعدوا أنفسهم لبحث أو لدراسة جيدة في الموضوع المطروح في المؤتمر، ويضم حشدا كبيرا من الحاضرين، وتنمي المؤتمرات لدي الأفراد الجانب الثقافي والفكري، وفي المؤتمر العام للإخوان الأول والثاني والثالث تم إتخاذ قرار إنشاء أول مكتب إرشاد وتحديد الهيكل التنظيمي للجماعة، وأهداف ووسائل الجماعة، وإتخاذ القرار بإنشاء “جريدة الإخوان المسلمون” وتكوين شركة لإنشاء مطبعة للإخوان.

Scroll to Top