باختصار شديد جدا، ومن أراد التفاصيل والأدلة فله ذلك.
الصهيونية اليهودية قد انتجت الاشتراكية الماركسية كأداة ووسيلة لحكم العالم والسيطرة عليه واستعباد الشعوب ونهب ثرواتهم. إذ بغيرها لا يكمن لليهود تحقيق اطماعهم التوراتية هذه.
والماركسية او الشيوعية او الاشتراكية او الناصرية او البعثية، وغيرها من المسميات ذات الحقيقة الواحدة، جاءت بقوانين كاذبة منها قانون التضاد. هذا القانون هو كذبة كبرى وخطيرة جدا وعلى الرغم من ذلك استطاعوا من خلاله هز اركان العروش الرجعية الاسلامية وغير الاسلامية المستهدفة في العالم من خلال استغلال فروعه منها قانون الطبقية وإثارة التناقضات بين تلك الانظمة المستهدفة والرعاع وتكراره وتكراره في الناس مع الزمن.
فقام حزب التحرير بثوبه وشعاراته الاسلامية بمهمة الصراع مع الانظمة من خلال ما سماه (الوعي السياسي) وما هو إلا افكار ومفاهيم ونظرات وتحليلات سياسية ماركسية منطلقة من نظرية ماركس للتفسير المادي للتاريخ، وذلك لتضليل الناس وإقناعهم بها كي يتوجهوا ببذل الغالي والنفيس بل والجهاد في سبيل الله لإسقاط الانظمة التي ارادت الماركسية الصهيونية تغييرها لبسط سلطة اليهود على العالم.
تأثر الكثير من الناس افرادا وجماعات وأحزاب بأفكار كل من حزب التحرير والماركسيين الذي كانوا يعملون بهذه الوظيفة من قبل انشاء الحزب ولا زالوا يعملون على زيادة الصراع وتوسيع الفجوة بين الحاكم والمحكوم في الدول المستهدفة.
من الجماعات التي تأثرت بأفكار حزب التحرير:
– جماعة الاخوان المسلمين في مصر وفي غيرها.
– الجماعات الجهادية في وقت مبكر.
– تنظيم القاعدة.
– بعض السلفيين الذين يطلق عليهم دعاة السلفية الحركية.
– كثير من عوام المسلمين ودعاة الاسلام ممن لا ينتسبون لأي جماعة او حزب.
كل هؤلاء ممن نشروا الوعي السياسي الماركسي قصدا أو جهلا، ومن تأثر بهم من غيرهم كالإخوان المسلمين والجهاديين وتنظيم القاعدة وبعض السلفيين يعملون في الواقع ضمن مشروع يقوم على الدجل في المفاهيم والنظرات والتحليلات السياسية يخدم المشروع الماركسي. وهذا المشروع الماركسي الدجال هو قطب الرحى الذي تدور حوله المصلحة اليهودية لتحقيق نبؤات التوراة والتلمود.
عامة الناس اقتنعوا بتلك الافكار بالتكرار والزمن والدعاية والإشاعة وتحريف الكلم عن مواضعه او عن بعض مواضعه وتأويل النصوص الشرعية بعيدا عن فقه الشرع وفقه الواقع وفقه الموازنات، وعلى الرغم من ذلك وخطورة تلك القناعات الفكرية إلا انهم لا يدركون انهم اصبحوا بها وبسببها مطايا او حصان طروادة للماركسيين وللثورة الخمينية الرافضية باعتبارها ماركسية خطيرة بثوب رافضي خطير.
ولمزيد من التضليل، فان الادارة (الصهيوماركسية) ومعهم حزب التحرير ينشطون في رمي كل من تأثر بأفكار حزب التحرير المتمركسة من الاسلاميين المذكورين اعلاه بأنهم صنيعة أمريكية غربية كي لا ترى الامة عدوها الحقيقي والخطر الاكبر الزاحف لاستعباد ولتتوجه في نفس الوقت الى اعداء الماركسية اليهودية، فينتج عن ذلك عدة امور:
– ترك الصهيوماركسية تفتك بنا.
– تتوجه بالعداء لأعداء الماركسية.
– ترى الماركسية والماركسيين والخمينية الرافضة وحزب الله اقرب الناس لقضايا الاسلام السياسي فيتحالفون معهم، من باب التقاء المصالح وتقاطعها.
هذا التحالف مع محور (موسكو- طهران- اسرائيل) هو في حقيقته خط الدجل والدجال الذي حذرنا الرسول الكريم منه صلى الله عليه وسلم. فمن وقع في شيء من التضليلات الماركسية والتحريرية ورأى ان موسكو وإيران اقرب الى قضايا الاسلام والمسلمين من الغرب الكافر، فهو بلا شك قد سار في سبيل الدجال وكان جنديا له علم بذلك ام جهل. وهذا من معاني (السنوات الخداعة) التي اخبر عنها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان، واخبر كذلك ان الناس فيها سيصدقون بها الكاذب ويكذبون الصادق، وسيخونون الامين وسيأتمون الخائن.
قال الله تعالى: (فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ). وقال تعالى:(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).
هذا والله اعلم، والحمد لله رب العالمين.