ثمة أحداث جديدة وساخنة ومثيرة على الساحة المصرية تتسارع، منها تصريحات مسؤولين كبار إسرائيليين بضرورة دعم السيسي، وقيام البرادعي بالكشف عن عقيدته الشيعية، وأخيرا فض اعتصامات الإخوان المسلمين بالقوة وما أدى إليه من تعاطف جماهيري معهم، وغير ذلك من الأمور المدهشة التي ستؤول قراءتها في الشارع المصري لصالح الإخوان المسلمين ودعم عودة الرئيس المخلوع مرسي. وقد أشرت الى ذلك وأحسست به قبل ظهور مثل هذه البوادر. فقد كتبت سابقا التالي:
(( واليوم وقبل أسبوع من حملة (تمرد) أعود وأقول لأهل مصر بأن الطريقة التي تتخذها المعارضة ضد حكم الإخوان في أرض مصر مرة أخرى غير مدروسة النتائج من جهة، وليس لها مستند شرعي ولا قانوني من جهة ثانية.
فان كانوا يؤمنون بأن الانتخابات التي أوصلتهم كانت مزورة، فعليهم بالتحاكم للقانون والى المحمكة وأن يتجنبوا اللجوء الى الشارع مظنة الفتن.
وان كانوا يعتقدون بأن الانتخابات كانت صحيحة، فلم الاعتراض وفيم؟
أرى من وجهة نظري بأن هذه الحملة القادمة في 30/6/2013 والتي أطلق عليها منظموها (حملة تمرد) هي – ولعلي أكون مخطئا – حملة في ظاهرها حملة معارضة، ولكنها تحمل في احشائها جنيناً جديداً لتجديد البيعة من قبل أطياف فكرية جديدة أخرى لحكم الاخوان بقيادة الرئيس مرسي )) أ.هـ
ثم وضعت حينها تصورا للسبب الذي سيؤدي الى تجديد البيعة للإخوان، وان كانت ليست دقيقة 100%، لكنها في العموم تؤدي في النتيجة الى ما توقعته، فقد قلت بعد النص السابق: (( وذلك من خلال إعطائه الفرصة القوية والمبررات للدفاع عن النفس باستخدام القوة حتى لو كانت مفرطة وقاتلة من جهة، والاستمرار في تصفية المعارضة وفرض مزيد من السيطرة على مفاصل الدولة من جهة أخرى)). أ. هـ
فهل سيعود مرسي للحكم ويقوم بفرض سيطرته على مفاصل الدولة بحجة القضاء على التحالف الشيعي الذي كشف عنه البرادعي وآخرين، والعلمانيين والاشتراكيين؟
هذا ولعل البعض من خلال التصريحات والشواهد على الأرض سينسى أن مشروع تشيع مصر الخفي وربطها بإيران من خلال رجال من أهل السنة هو أخطر من المشروع نفسه اذا حمله رجال أظهروا عقيدتهم الشيعية وولائهم لايران كالبرادعي وأمثاله.
لذا فالأمر يوجب علينا الحذر الشديد في الاختيار بين المشاريع القائمة في مصر. مشروع الجيش المصري، ومشروع النظام السابق، ومشروع الإخوان المسلمين الخفي الرامي للتقريب بين إيران ومصر والكتلة الشرقية بعمومها، والمشروع الشيعي الظاهر والمعلن من قبل البرادعي في ولائه لإيران. والمشروع الاشتراكي الناصري، والمشروع العلماني الذي هو أقرب الى المشروع الاشتراكي في حقيقته.
وأما حين يعلن موفاز اليهودي وغيره من زعماء اليهود بضرورة دعم السيسي ويكررون ذلك في مختلف وسائل الاعلام، فهم يريدون بذلك من الشعوب العربية والشعب المصري أن تدعم خصوم السيسي ومعارضيه وعلى رأسهم الاخوان المسلمين. هذه قراءة يدركها من امتلك الف باء السياسة. فإسرائيل تمتدح عدوها وتتظاهر بتأييده كي ينفر منه الناس، وتحذر من صديقها كي يؤيده الناس.