إنّ شعار:( وحكامها جميعا بلا استثناء) يقف خلفه كل من الصهاينة والشيوعيين الاشتراكيين الواضحين منهم والمتسترين، وهم بذلك ينطلقون ابتداء من استخدام قانون (فن الدمج).
ثم بعد مرحلة رفض كل الأنظمة، تأتي مرحلة تركيز العمل والدعاية فقط على إسقاط الأنظمة المعادية لليسار. فإذا سقطت قاموا بتلميع الأنظمة العربية أو اليسارية وتوجيه الناس نحوها مع الزمن. وقد استخدم الخميني مثل هذا الأسلوب بكل نجاعة حيث رفض ابتداء من خلال شعاره المشهور الذي رفعه: (لا شرقية ولا غربية) الكل. تلتها بعد ذلك مرحلة التوجه نحو سياسة المعسكر الشرقي حتى إنه ضاعف من عدائه لسياسات الغرب أضعافا كثيرة، وفي نفس الوقت توجه بسياسته نحو الشرق بكل هدوء وروية ولكن بوضوح تام للمراقبين.
ما هو قانون فن الدمج؟
يقصد بهذا القانون، دمج ذكر الأعداء بعضهم ببعض على شكل خلطة واحدة، أو وضعهم في سلة واحدة، ويستخدم هذا القانون للتستر على العدو الأكبر. ومثاله: إن قلت: إن الشيوعية أو الاشتراكية قتلت من المسلمين في الاتحاد السوفيتي لوحدها مائة مليون مسلم لأنهم مسلمون، واحتلت ملايين الكيلومترات المربعة من مساحات الإراضي الإسلامية، وهدمت آلاف المساجد، وألغت اللغة العربية، وحاربت الدعاة وقتلت العلماء، فيقال لك مباشرة: (كلهم أعداء)، ويقصدون بذلك دمج خطر الشرق الشيوعي الأكبر بخطر الغرب الصليبي الأصغر منه، وهذا فيه ما فيه من التستر الواضح من خلال قانون: (فن الدمج) عن الخطر الاكبر.
ثم لو أنك ذهبت لذكر الخطر الصليبي أو الغربي واستغرق منك ذلك الساعات والساعات، فلن يقول لك أحد من الخلق ممن يستمعون اليك: (كلهم أعداء) بقصد دمج الخطر الشيوعي الماركسي في المعادلة!!!! لو سألنا أنفسنا لمَ يحدث كل هذا؟ لماذا يقال لنا كلهم أعداء عند ذكر الخطر الشيوعي أو الماركسي الشرقي، ولا يقال لنا ذلك عند ذكر الخطر الغربي الصليبي؟! ابحث عن الاجابة بنفسك.
كما يستخدم القانون بطريقة أقل في دمج الأصدقاء بعضهم ببعض، وذلك للتقليل من فضل الصديق الأكبر والنصير الأبرز لقضايا الاسلام والمسلمين، مثل ذكر الدعم القطري الانتقائي لبعض أطراف المعارضة في الثورة السورية بجانب الدعم السعودي الشامل لكل الشعب السوري والمعارضة والجيش السوري الحر، وذلك بهدف التقليل من فضل الدعم السعودي، وتضخيم الدعم القطري برغم أنه يهدف لأجندة خاصة لا تتفق مع مطالب الشعب.
والحمد لله رب العالمين. 19/04/2013