شعاران فتكا بنا قد انتشرا في بلادنا الإسلامية كالنار في الهشيم…
لو علمنا أول من وضعهما وأول من رفعهما لتعجبنا….!!
ولقلنا، يا ويحنا، كيف نرفع شعارات قبل التحقق من هوية أصحابها…!!!
قلت: لا عليك….
ألم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأننا سنتّبع سنن من كان قبلنا؟
ستقول: بلى،،، ولكن ما هي تلك الشعارات ومن هم واضعوها ومن هم رافعوها؟
أهم اليهود، أم النصارى؟
عزيزي:
للأسف، فإن حالنا يرثى لها من الضعف، وتَحْملنا أو تسوقنا تيارات فكرية وشعارات براقة الى حيث يريد أصحابها ونحن لا ندرك ذلك. بل نجاهد لأجل ذلك وفي ذاك السبيل!!. إلا ما رحم ربي.
لماذا العجب، والرسول صلى الله عليه وسلم قد وصفنا فأوجز حيث قال: (أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل)!!
ما أدق هذا الوصف؟ غثاء كغثاء السيل!!
نرفع تلك الشعارات مجاهدين في سبيلها، بل لقد اتخذنا منها اسْماً لبعض أحزابنا السياسية، ونحن لا نشعر بأن ثمارها ستكون لا محالة لصالح أعدائنا لا لنا.
اتدرون ما هي تلك الشعارات؟
إنها شعار (الحرية)، وشعار (العدالة)، أو (العدالة الاجتماعية)
ويقف خلفها المذهب الاشتراكي اليهودي!!!
وهذان الشعاران الجميلان يخدعان مسلمي القرن الحادي والعشرين، فالماركسية اليهودية ترفع في العادة شعارات دجّالة جذابة كمصائد للناس وللمغفلين، تسوقهم من خلالها ومن خلال مجموعة من المفاهيم والنظرات السياسية المنبثقة من نظرية ماركس للتفسير المادي اللتاريخ الى حالة من القهر والظلمات، فينقلب أملهم ورجاؤهم من الحرية التي كانوا يعيشونها أو بقاياها الى درجة الاستعباد الحقة، ومن العدل الذي كان فيهم أو بقاياه، الى الطبقية الهائلة بين العمال والفقراء من جهة، وأثرياء الطبقة الحزبية الحاكمة ـ ناهبي الثروات ـ من جهة ثانية.
أما لو أن المسلمين ـ جدلا ـ رفعوا تلك الشعارات (الحرية) و (العدالة) وأمثالهما من دون فكر سياسي منبثق أو متأثر بنظرية ماركس للتفسير المادي للتاريخ، فإن تلك الفئة الاسلامية ستسْلم من الاستعباد ومن الطبقية المقيتة. علما بأن أي أمة قد نجتْ من ذلك الفكر السياسي (المتمركس) لن تلجأ الى رفع تلك الشعارات لأنها تكون بذلك قد حصّنت نفسها برؤيتها السديدة لفقه الواقع التي تمنعها من الشعور بالظلم المبالغ فيه جداَ، ومن القهر والاستعباد المصطنع. إلا الذين يعيشون في الدول الاشتراكية من الناس، فإن أهلها هم بأمس الحاجة الى الحرية والعدل والمساواة حقاً.
فإلى سبيل الفوز والنجاة من الفتن المتمثل بتقوى الله والعمل الصالح والقول السديد، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً). وهاتان الآيتان في سورة الأحزاب، وفي ذلك درس لنا وعبرة، بأن النجاة من مكر الأمم والدول المتكالبة علينا، لا يكون إلا بامتلاك القوة في القول السديد وفقه الواقع وفقه أساليبهم الشيطانية الخداعة.
والحمد لله رب العالمين