معاداة الغرب أصبحت استراتيجية ولو على حساب الدم السوري

بمناسبة عدم قبول البعض لفكرة التدخل الغربي العسكري جويا في سوريا، نعم حتى التدخل الجوي مرفوض لديهم، أقول:

للأسف أصبحت فكرة “معاداة الغرب” استراتيجية وعقيدة مقدمة على كل شيء في حياة المسلمين إلا ما رحم ربي، وما علموا بأن علاقاتنا مع الغرب والشرق وغيرهما كلها تخضع لفقه المصالح والمفاسد.

أي: أننا نقبل ونستعد للموت والإبادة وحرق الأرض وهتك الأعراض وضياع الاموال والممتلكات والبنى التحتية، كل ذلك نرضى به مقابل عدم تدخل الغرب للخلاص من نظام الأسد الطاغوتي الاشتراكي اليهودي.

أي دين هذا؟! وأي فقه هذا؟

أعتقد ما هذا إلا دين الجهلة ممن اشربوا في قلوبهم منطلقات حزب التحرير وماركس ولينين وليس وحي وشريعة رب العالمين.

أين نحن من فقه تقاطع المصالح يا قوم؟!

ألم يقبل العرب والمسلمين وأسامة بن لادن بالاستعانة بأمريكا ضد حملات الإبادة الجماعية التي مارسها الشيوعيون الروس في افغانستان؟

ألم ننادي الغرب – برغم تلكؤه طويلا – بالتدخل ضد الصرب الشيوعيين في البوسنة والهرسك، وقد حصل؟

الم تقبل الجامعة العربية بل طلبت من حلف الناتو التدخل الجوي لحماية ليبيا من جرائم القذافي الاشتراكي الصهيوني؟

لماذا هنالك قبلنا وطالبنا، وفي سوريا رفضنا؟

علما بأن النظام السوري هو صنو لكل من النظام الروسي والنظام الصربي والنظام الليبي قولا واحدا. والواقع أكبر دليل.

وأخيرا أذكّر كل من ابتلي بهذا الفكر المريض المتأثر بالماركسية الاشتراكية أو بفكر حزب التحرير، بأنه حتى الماركسيين (روسيا والصين) وإيران رغم أنهم أكثر الناس عداء للغرب، لا يقعون بما وقع به هؤلاء الجهلة في فقه الواقع وفقه الشرع. فالماركسيون حين يجدون أن معاداة الغرب ستضر بمصالحم، تجد أنهم يغيرون التكتيك، ويتظاهرون بالتحالف مع الغرب ولو مرحليا، ويقبلون بتقاطع المصالح مع الغرب لحين التمكين.

قال الله تعالى في حق النفس البشرية: ” مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا “. وإلى الله المشتكى والحمد لله رب العالمين.

8/2/2013

Scroll to Top