قال أوباما إنه يقيّم إذا كان التدخل العسكري في سوريا سيحدث فرقاً أم سيؤدي إلى تفاقم الأمور. وذلك رداً على منتقدي أمريكا بأنها لم تتدخل بشكل كافٍ في سوريا، وقال من المهم أن نسأل ما هي الفروق التي سيحدثها التدخل؟ وهل يمكن أن يؤدي إلى المزيد من العنف أو إلى استعمال الأسلحة الكيماوية؟ وما هو الخيار الذي يوفر أفضل احتمال لنظام مستقر بعد الأسد؟ وإن إدارته تريد التأكد من أن التدخل الأمريكي هناك لن يأتي بنتائج عكسية، لأنه لا يريد الإقدام على أمر من دون درس عواقبه بشكل كامل.
من الواضح أن مثل هذا النظام المدعوم بشكل خرافي من روسيا وإيران، يستحيل سقوطه إلا بدعم خارجي دولي موازي للثورة والجيش الحر، وتسليح نوعي وحظر طيران وضربات جوية وصاروخية على مواقع النظام والشبيحة، كما أن النظام يعمل بكل ما أوتي من قوة وبكافة الوسائل التي تخطر والتي لا تخطر بالبال للحيلولة دون وقوع أي تدخل عسكري، لأنه يعلم جيدا أنها الطريقة الوحيدة الفعّالة لإسقاطه بأقل الخسائر وبدون تدمير سوريا وبدون إبادة وتهجير الشعب، وكلما حصلت مناسبة ذكر التدخل العسكري ترتعد فرائص النظام وداعميه، ويسارعون لخداع الشعب والمجتمع الدولي بإيجاد بعض المؤشرات الوهمية على قرب سقوط النظام، كي يتوقف العمل على تحقيق هذا التدخل.
ولكي يجعل الشعب السوري هذا التدخل العسكري ممكنا بل محققا كما يجب أن يكون، وليعطي مؤشرات للدول الغربية بأن التدخل سينجح بأفضل النتائج إن شاء الله، أقترح هذه الخطوات:
1- إعادة إحياء مطالب الشعب السوري الأصلية المشروعة بالتدخل العسكري وطلب الحماية الدولية والحظر الجوي، وإعادة الزخم بشكل كبير لهذه المطالب في تسميات أيام الجمعة، وفي اللافتات والتظاهرات، وفي اتصالات ناشطي الثورة مع الإعلام، وفي تصريحات المعارضة الصحفية ومقابلاتهم الإعلامية.
2- تشكيل هيئة خاصة بالثورة السورية في الداخل والخارج من نشطاء الثورة، تكون مهمتها متابعة كل أنواع العمل على تقوية مطلب التدخل العسكري مع كل الأطراف الدولية ومع المعارضة السورية ووسائل الإعلام العربية والغربية، وبذل كل محاولات تحقيقها دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا.
3- يجب أن نعلم أن التدخل العسكري الدولي ليس احتلالا، لأنه سيكون بغطاء عربي وقرار من مجموعة دول داعمة لهذه الثورة، وخاصة أيضا عندما يقتصر على حظر الطيران والضربات الجوية مثل حالة ليبيا، وهو عمل عسكري جراحي ولم يوجد في ظروف طبيعية، وإنما جاء في حالة ضرورة قصوى، حيث سوريا وشعبها مهددين بالإبادة والتقسيم والتهجير شبه الكامل، ونعلم أنه لم يسبق لأي احتلال في التاريخ أن كان بمستوى عُشر إجرام هذا النظام، وهذه الخطوة من أهم الأمور لمنع حدوث نتائج عكسية.
4- التخلص من التأييد الشعبي لجبهة النصرة، لأنها مرتبطة بتنظيم القاعدة، ومجهولة القيادات وتصرّ على هذا الغموض، كما يوجد في قياداتها بعض عملاء لمخابرات النظام، وهو ساهم في إيجادها وإهدائها بعض الانتصارات لها دون الجيش الحر، لرفع شعبيتها، بهدف إقناع العالم بأن هذه الثورة إرهابية، ولذا يجب إعادة التأييد الشعبي للجيش الحر والكتائب الإسلامية المعتدلة المعروفة القيادات والتوجه الفكري. وهو من أهم الأمور أيضا لمنع حدوث نتائج عكسية، ولطمأنة الغرب بعدم تكرار حادثة تفجير القنصلية الأمريكية في بنغازي.
5- ممارسة الضغط الشعبي بشدة على الائتلاف الوطني والمعارضة السورية المتخاذلة في التظاهرات واللافتات وفي كل المناسبات لطلب تدخل عسكري، ومطالبتهم بالتحرك الجاد الفوري لتقديم طلبات رسمية قانونية للتدخل العسكري، والإلحاح المستمر على المجتمع الدولي، وعدم الاكتفاء ببعض التصريحات الإعلامية الجوفاء، وتهديد الائتلاف بإسقاطه شعبيا واستبداله بائتلاف شعبي جديد من ممثلي التنسيقيات والناشطين الشرفاء.
6- التخلص من بعض أفكار نظرية المؤامرة السلبية وفكرة معاداة الغرب، وهي أفكار بعثية وإيرانية وروسية بامتياز، وهي من رواسب الفكر والتربية الأسدية للشعب السوري طوال خمسين عاما، واستبدالها بفكرة إقامة العلاقات الدولية المتنوعة سواء الصداقة أو العداء بناء على المصلحة الحقيقية للشعب والدولة.
7- إعطاء الضمانات الحقيقية للمجتمع الدولي بعدم المساس بأمن إسرائيل، والعمل على تحقيق السلام في المنطقة، ورغم أن هذه قضية تثير جدلا كبيرا، إلا أن من الواضح أن الأولوية القصوى الآن هي لإنقاذ الشعب السوري ووحدة وسلامة سوريا، ويحتاج هذا للأسف إلى تقديم بعض التنازلات، لكن بالمقابل سنحصل على فوائد أكبر وهي حفظ الشعب والأرض ونيل الحرية إن شاء الله.
8- إظهار نية بحسن الجوار مع الدول العربية المجاورة، وإعطاء بوادر لعلاقات متميزة لها مع النظام الجديد، وذلك بدلا من تخويف هذه الدول وتهديدها بالثورات كما يفعل البعض للأسف، إذ كيف نريد منها أن تؤيد وتساعد الثورة السورية وفي ذات الوقت نهددها بنقل الثورة إليها؟
9- تقديم أوراق عمل توضح تقاطع المصالح الغربية مع مصالح الثورة في التدخل العسكري، وشرح بالفروقات الإيجابية التي سوف تحصل، وإعطاء تصور واضح وخطة عمل لحفظ الأمن ومنع حصول الفوضى، وإعطاء التطمينات والضمانات الحقيقية بإقامة دولة مواطنة متساوية لجميع السوريين بكافة طوائفهم، والاقتصار على محاكمة ومعاقبة المجرمين من أي طائفة بدون تمييز طائفي.
10- استكمال وزيادة توحيد الجيش الحر وكتائبه على الأرض وزيادة التنسيق، والإعلان عن استعداد الجيش الحر للتعاون بشكل جيد مع التدخل العسكري، خاصة لحفظ الأسلحة الكيماوية، والعمل لمنع النظام من استعمالها ردا على حدوث هذا التدخل، وتطوير التكتيكات والاستفادة جيدا من دورس الفترة الماضية.
هذه فقط عشرة نقاط في المقال، وهي ليست كل شيء، فإذا خطرت ببالكم نقطة أخرى، فاكتبوها مشكورين في تعليق.