إن تطمينات روسيا عن السلاح الكيماوي تظل غير موثوقة بالنظر إلى عادتها السيئة المعروفة بالتذبذب والكذب وإخلاف الوعود، إضافة الى إنكارها استخدام النظام للكيماوي في حمص مع أنه استخدمها فعلا بشكل جزئي، كل هذا يقودنا للاستنتاج أنهم ربما تبادلوا الأدوار مع الأسد في خطة ماكرة خبيثة للإيحاء للغرب ولنا بأن الكيماوي بأيدي أمينة، بحسب زعم اسرائيل أيضا، وذلك لتنويم الغرب والدول المجاورة عن القيام بضربة عسكرية مسبقة ضد الكيماوي، ثم فجأة سيقوم النظام بضربة كيماوية في ساعة صفر محددة ضد الثورة بظنهم القضاء عليها، وبالتأكيد لن يقضوا عليها، ولكن الخوف هو من عدد خرافي من الضحايا والدمار.
فماذا نفعل الآن؟
وما فائدة ضربة عسكرية خارجية بعد استخدام النظام للسلاح الكيماوي يعني بعد فوات الأوان؟
سيقول البعض إن هذا كله حرب إعلامية لكي يقوم الغرب باحتلال سوريا، ومع وجاهة مثل هذه الرأي إلا أن امتلاك النظام للسلاح الكيماوي هي حقيقة، وعدم تورعه عن استخدام أي شيء هي أيضا حقيقة، والعينات الكيماوية في حمص وما قبلها هي أيضا حقيقة، وشدة تمسك روسيا وإيران وإسرائيل ببشار هي أيضا حقيقة.
فماذا ننتظر؟ وهل يتحمل أصحاب هذا الرأي مسؤولية ما سيحصل من دمار وخسائر هائلة في الأرواح بسبب رفضهم للتدخل العسكري؟ علما أن الغرب بالذات مع السلاح الكيماوي هو عازم على التدخل عسكريا بخلاف شأنه مع ثورة الشعب، وربما بسبب رفض المعارضة للتدخل العسكري ضد السلاح الكيماوي قد لا يتدخل الغرب، وهنا قد تكون مسوؤلية المعارضة السورية وحدهم بالكامل. فإذا كان الشعب السوري محروم من تدخل الناتو لصالح ثورته مثل الشعب الليبي فليس أقل من أن يحصل على تدخل عسكري للحماية من الأسوأ وهو الكيماوي.
ومهما يتحدث آخرون عن تواطؤ الغرب مع الأقليات أو مع إيران أو العلويين، مهما كان هذا واردا فإن هذه الاقليات في سوريا ستحاول فرض نفسها في المرحلة المقبلة شئنا أم أبينا بواسطة استخدام الكيماوي أو بواسطة غيرها، ولأن يتم منع استخدام الكيماوي يبقى هو أفضل الممكن، وهو واجب المعارضة أن تطالب بتدخل عسكري عاجل قبل الكارثة الكيماوية الكبرى، فهو من مطالب الشعب أساسا، ولا يحق لأي كان ادعاء عكس ذلك.