كما اخترع النظام السوري الجبهة الوطنية التقدمية، وكما اخترع النظام البعثي هيئة التنسيق الوطني، وكما أوجد النظام السوري وإيران ألعوبة “المقاومة” اللبنانية والفلسطينية والعراقية، وكما رعى النظام الاشتراكي السوري المعارضة السورية، كذلك قام هذا النظام بالاشتراك مع إيران بإنشاء واختراع وحماية ورعاية تنظيم القاعدة في المنطقة ليكون مساعدا لهم في حرق أفغانستان والعراق ولبنان، والذي مؤخرا أنتج فرع سوريا المسمى بجبهة النصرة.
وكما يقول الثوار السوريين فان هذه الجبهة جُمعت أفرادها من العراق ولبنان، كما أطلق كثير من أعضائها من سجن صيدنايا مع بداية عام 2012.
وقام النظام البعثي بتسليح وتجهيز وامداد هذه الجبهة بالعتاد، وقام بحملة تلميع على الانترنت -مستخدما بعض مواقع وصفحات الثورة! لعمليات الجبهة “البطولية” وقام بتسليمها مناطق كاملة خصوصا في الشمال.
وعمل هذه الجبهة لا يزيد على التالي:
1 – التشكيك بالثورة والثوار والجيش الحر وقيادته.
2 – توجية الناس ضد الغرب والدول العربية الداعمة للشعب السوري والصمت عن إيران وروسيا والصين إلا لرفع العتب.
3 – تنفيذ مخططات النظام خصوصا فيما يتعلق بمنع أي محاولة لطلب المساعدة العسكرية الخارجية عبر نشر فتاوي تحريمها، ومنع إقامة مناطق عازلة قد تضر النظام (لذلك سلّمهم النظام مناطق الشمال!)، لتدعي انتفاء الحاجة للمناطق العازلة المحمية بقوة دولية.
يبقى أن القيادة الحقيقية لجبهة النصرة – والتنظيمات المشابهة – غامضة وغير معروفة، لكن هناك وجوه – يسمونهم أمراء – لا تحل ولا تربط وليس بيدها أي قرار، فالقرار والتمويل وحجمه يطبخ في مطابخ المخابرات السورية والإيرانية وينفذه تنظيم القاعدة على الارض!.