للأسف فإن البعض ذهب بعيدا في ظنه أن النظام السوري هو عميل لأمريكا فنصر بذلك مقولات حزب التحرير السياسية، الذي يقوم بمفاهيمه وبتحليله السياسي على نظرية ماركس للتفسير المادي للتاريخ، تلك النظرية التي تقوم على معاداة كل النظم السياسية والاجتماعية والدينية القائمة، وعلى حتمية الصراع مع الغرب الديموقراطي الرأسمالي حتى يتحقق سقوطه، وذلك برغم نقض حزب التحرير للمادية الجدلية.
ويجب أن يدرك هؤلاء الذين انعكست تصوراتهم، أن الاشتراكية هي منتج يهودي، وأن الاشتراكية واليهودية صنوان ووجهان لعملة واحدة، فبذلك يكون نظام البعث الاشتراكي السوري عميلاً لإسرائيل قولا واحداً، وهو أيضا عدو لدود لأمريكا والغرب الديموقراطي، لأنه حليف أيديولوجي للاتحاد السوفياتي ثم روسيا ألد أعداء الغرب.
لكن في بعض الحالات يظهر للبعض بأنه عميل للغرب ولأمريكا، لأنهم متراخين في التخلص منه أو في تسليح الثورة أو التدخل العسكري، وهذا الأمر واضح وجليّ وله أسبابه الموضوعية، منها:
1- إدارة أوباما الديمقراطية متصهينة أكثر من الإدارات الجمهورية.
2- قدرة النظام السوري الهائلة على اللف والدوران.
3- إحجام الجامعة العربية والثوار عن المطالبة مبكرا بالتدخل العسكري الخارجي.
4- دور اسرائيل في تثبيط سعي الغرب وأمريكا من التخلص من النظام البعثي السوري بحجة الخوف من الإرهابيين، وأنهم غدا سيوجهون أسلحتهم بعد سقوط النظام الى أمريكا والغرب.
وعليه، فإن القول بعمالة النظام الاشتراكي السوري للغرب ولأمريكا يصب في النهاية في صالح كل من موسكو والصين وإيران، ومن خلفهم جميعا إسرائيل، وسيترتب على ذلك نسيان جرائم تلك الدول التي ترتكبها ضد الشعب السوري المسلم وما تستخدمه من كافة الوسائل وأشكال الدعم المادي والمعنوي والسياسي والاقتصادي والفيتو في مجلس الأمن لضمان بقاء وقوف النظام الاشتراكي السوري على قدميه.
27/11/2012