هذه كلمة قصيرة، لكنها خطيرة! نعم، خطيرة في أثرها وتأثيرها !!!؟؟؟ فرُبّ شخص يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالا، تهوي به في جهنم.
الكلمة هذه موجهة لفئة محددة من الناس مهما بلغت نسبتها في المجتمع. فإن كنت يا أخي واحداً من هذه الفئة من الناس ممن لا يجيدون قراءة الواقع قراءة مبنية على فهم العقائد والمبادئ ذات العلاقة بالأحداث وإدراكها. فمن باب (التخلية ثم التحلية) اعتزل فورا كل الأخبار التي تقرأ أو تسمع لحين أن تتمكن من التمييز بين الغث والسمين منها، ولهذا الامر فنّه ومصادره الخاصة.
لماذا اعتزل كل الاخبار في تلك الحالة؟
لأن كثيرا من الاخبار تفتقر الى المصداقية، بل يقصد منها تشويه الوعي الجماهيري وتضليله. فإن ذهبت لتصدق الاخبار كلها أو تنفيها كلها، وأنت لا تمتلك أدوات الحكم على إمكانية حدوثها أو استحالته، فإنك بالتالي ستصاب بانحراف في المعرفة والوعي والتصورات بقدر ذلك. فتكون بذلك أداة هدم وأنت لا تقصد. وهذا لا يبرر نفي الأخبار كلها طلبا للسلامة!!! فمن ذهب لتكذيب الأخبار كلها طلبا للسلامة، فليحذر ان يكون ممن قال الله تعالى فيهم: (وكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه).
كما انه لا يبرر تصديق الاخبار كلها طمعاً في فهم الواقع ووعيه، فمن ذهب لتصديق الأخبار كلها طمعاً في ذلك، فليحذر كذلك ان يكون ممن قال الله تعالى فيهم: (سمّاعون للكذب).
إذن فما هو المطلوب أو الواجب، المطلوب هو التوقف عن حالة تكذيب الأخبار أو تصديقها حتى تتعلم هذا الفن، خشية أن تقع فيما لا تحبه وترضاه. وليس في هذه الكلمة أية إشارة لا من قريب ولا من بعيد لترك الاشتغال بالسياسة أو بالدعايات الإخبارية بل فيها التأكيد على تعاطيها بعلم مبني على الأصول والمبادئ. 28/9/2012