روسيا هي من يقتلنا ولكن نوجه اللوم لأمريكا!!

في البداية عرفنا شدة روسيا روسيا بدعمها إجرام عصابة البعث السوري فاتخذناها العدو الأول، ثم الآن يكاد نجح الإعلام المغرض تدريجيا بتحويلنا للعداء ضد الغرب أكثر من روسيا بحجة أنه ساكت عن القتل! مع أن هذا السكوت له أسباب كثيرة، مثل تهديد الأسدي بالسلاح الكيماوي والضغوط الإسرائيلية على الغرب لإبقائه، وهكذا قد ينجح الإعلام في إعادة تلك الفكرة البعثية إلى عقولنا بأن “الغرب هو الشيطان الأكبر”، وهي من الأفكار الأساسية في إقناع الشعب ببقاء حكم العصابة، ومع كل الأحداث تثبت أن روسيا وإيران هم الأشد عداء لنا وخطرا.

ثم مع كثرة التكرار الإعلامي يزداد لدينا كره الطرف الغربي لكي ننسى مع الزمن قاتلنا الأصلي الروسي، ثم لكي يأتي زمن آخر يزعم فيه الروس أنهم يريدون تحريرنا من الهيمنة الغربية فنصفق لهم مثل البلهاء!! يا الله… يقتلنا الروس فنوجه كراهيتنا لأعدائهم! “والله شو بدهم أحسن من هيك؟”

أقول ذلك من واقعات كثيرة حصلت في التاريخ، تخيلوا أن البعض يكره أمريكا أكثر من روسيا لأنها بزعهم سمحت لروسيا بقتل الشيشانيين!! ونسينا القاتل الأصلي روسيا، ويروج البعض الآن فكرة وهمية أخرى بأن أمريكا هي من طلبت من روسيا استخدام الفيتو! إن مثل هذه الأفكار الساذجة تضمن لروسيا الاستمرار في جولات أخرى من قتل الشعوب وهي مرتاحة، لأنها متأكدة أنها أمام شعوب غثائية سوف تلقي باللوم في النهاية على عدو روسيا وهو الغرب، فأي خدمة للاستمرار جرائم روسيا أكبر من هذه؟
إن من السياسة الحكيمة أن تعرف عدوك الأخطر وعدوك الأقل خطر – رغم أنه عدو – فتتحالف مع الأقل خطرا ضد الأشد خطرا، وهكذا فعلت إيران، تحالفت مع أمريكا ضد طالبان وضد صدام، فلو نحن سبقناها وتحالفنا مع الغرب ضدها لتخلصنا منها.

إن المقصود من هذا الخداع الإعلامي هو أن تستمر هذه النقلة في الدوران إلى أن يعود التعاطف الشعبي مرة أخرى كما كان قبل الثورة إلى تلك الفكرة البلهاء ” كلنا مع بشار ضد امريكا المتخاذلة المتواطئة مع جرائم بشار!!” أو على الأقل “كلنا مع روسيا ضد أمريكا الصامتة عن جرائم روسيا!!”
هذه التجربة نجح بها الروس وحلفاؤهم في التاريخ عشرات المرات من قبل، لكن آمل إن شاء الله في عصر الانترنت والوعي النسبي أن تفشل هذه المرة.

 

Scroll to Top