حملة إعلامية كبيرة ضد الأردن بسبب مخيم الزعتري وأحوال اللاجئين السيئة فيه، بعض من هذه الحملة هو نقد ايجابي بنّاء يهدف لحل المشكلة وتحسين ظروف المخيم، وبعض منها للأسف هو نقد سلبي هدام، أصبح يحرض ضد الأردن والنظام الأردني ويحمله المسؤولية ويتهمه بسرقة أموال إغاثة الشعب السوري، بل وصل الأمر بالبعض بالدعوة لإسقاطه!!، متناسين اشتباكات الجيش الأردني ضد الجيش الأسدي على جانب الحدود لتأمين وصول اللاجئين بأمان، وهذا ما لم يفعل مثله الجيش التركي رغم أنه أقوى.
كما أن الأردن لم يقل حتى هذه اللحظة عندما يصل الرقم الى العدد الفلاني سأغلق الحدود، أو لن يكون بإستطاعتي إستقبال أكثر كما قالت وفعلت تركيا، والجميع يدرك معنى وجود ما يقارب مئتي ألف لاجئ سوري أمنياً وإقتصادياً وغير ذلك، لذا يجب أن ندرك أنفسنا ونعود للحق بالقول ونسلط الضوء على المجرم الحقيقي نظام البعث والعصابة الاسدية المتحكمة في رقاب الناس بدمشق، فهي المسبب الأساس والوحيد لمعاناة الشعب السوري اللاجئ في تركيا ولبنان أثناء الثلج والصقيع، وفي الاردن أثناء الصيف.
يتحدث اولئك وكأن النظام الأردني يجب أن يكون مثاليا خاليا من العيوب، لكن التاريخ يخبرنا أنه بعد انتهاء الخلافة الراشدة انتقلنا للخلافة الوراثية التي فيها نقائص وعيوب ولكنها تظل هي حامية الاسلام. ثم بعد سقوط كل الخلافة نجد أنفسنا نتمسك بمثل النظام الاردني والسعودي المعتدلين لأنه لولاهما لكانت الآن الاردن والسعودية تعيشان تحت الاحتلال والقصف الاسدي والايراني والروسي (لا سمح الله).
إن الحديث عن الفساد في الأردن له وجه، ولكن لماذا نغمض اعيننا عن الوجه الإيجابي الآخر. فهل يستطيع أن يزعم وجود بديل مثالي جاهز كي يكون التمسك بنظام الاردن خطأ؟ ولماذا لا يكون النقد بنّاءً؟ لماذا النقد الهدام؟ أليس الواضح من تجربة مصر أن سقوط مبارك استغتله أصابع إيران، وها هي مصر تسمح بدخول السفن الايرانية وسوف يسافر رئيسها غدا الى ايران؟
من نظرة صغيرة منصفة على الوضع في الأردن نجده نظام فيه فساد جزئيا وليس بشكل كامل كما هو النظام السوري، أيضا نجد البديل المتطلع الجاهز لسرقة أي ثورة هي الاصابع الإيرانية، ولذلك دعونا نقدم نقد ايجابيا وحتى ولو كان قاسيا، ولا نتحمل في رقابنا يوم القيامة مسؤولية حلول نظام ايراني طائفي مكان نظام على الأقل هو نظام سني ولو أن فيه فسادا.
لنتق الله، فكل كلمة غير محسوبة بدقة خاصة فيما يتعلق بمصائر الأمم والشعوب لها حساب عسير وكبير، لكن الله غفار للذنوب لمن يتوب ويتحرى الصواب والدقة قدر الامكان في نقده في هذا الزمن الصعب، إن العودة للحق يعني أننا نصحح مسارنا وبذلك نفسح الطريق لانتصار الثورة في سوريا.
من العيب حقا تحميل بلد صغير مثل الأردن أكثر مما يطيق بحجة الفساد. فتركيا أكبر منه عدة مرات وتخاذلت أكثر منه بأضعاف في حماية وصول اللاجئين ومع ذلك لم يقل احد اسقاط النظام التركي!!! غير انه نسي البعض السبب الاصلي لكل المعاناة وهو الذي قام اصلا بالتهجير وهو العصابة البعثية.