في بدايات زمن الدولة الأموية، ذكرت لنا كتب السير عما تعرضت له الأمة الإسلامية من مواقف وخدع مارسها رافضة العراق على الأمة, فقد كان الحسين بن علي رضي الله عنه (سيد شباب الجنة) يسمع بتلك الدسائس ويراها، بل كان حذرا منها، ولكن على الرغم من أخذه رضي الله عنه الاعتبار لخطرهم وخياناتهم وسماعه لنصائح ولتحذيرات الصحابة وغيرهم, وما قام به من إرساله الرسل للتحقق من زعم رافضة الكوفة بتوفر كافة التدابير والدعم المادي والمعنوي للخروج على خلافة الأمويين في العراق وضمان نجاحها, إلا أننا شهدنا تلك الصفحة السوداء في امتنا على يد أحفاد المجوس. ثم لا زالت تكرر صور الدسائس والخداع من أولئك الرافضة الأشرار عبر التاريخ الإسلامي وحتى زمننا المعاصر.
فها هم رافضة اليوم يمارسون الدسائس والخدع في أمتنا الإسلامية. في أفغانستان أثناء الحرب ضد الشيوعية من خلال تواطئهم مع الروس ضد المجاهدين. وفي العراق من خلال تواطئهم مع الأمريكان ضد أهل السنة. وفي لبنان وتحت شعار المقاومة لتحرير فلسطين ضد الشعب اللبناني والفلسطينيين هناك. وفي فلسطين ضد شعبها من خلال حركة الجهاد الإسلامية وحركة حماس. وغير ذلك من صور الخداع التي تحتاج لكثرتها إلى رسالة بحثية كبيرة لنيل درجة الدكتوراه.
الغريب العجيب في الأمر أن أمتنا (التليدة)!!! وعلى الرغم من توفر هذا المخزون والإرث التاريخي الكبير في الحجم لخيانات الرافضة ضد أمتنا, إلا أننا لم نستوعب الدرس ونأخذ العبرة. وإذا جاز لنا وصف أمتنا فلن نجد أدق من وصف الرسول صلى الله عليه وسلم لها حين قال “غثاء كغثاء السيل”. فالغثاء صفة نقص دالة على نقصان الإيمان، ووصف يلزم منه استمرار اللدغات فينا حتى يبايع آخر هذه الأمة الدجال الأكبر (إلا ما رحم ربي). وإلا فكيف نفسر دوام بيعة بعضنا للرافضة والتبجح بعدم قطع العلاقة معهم على الرغم مما رأوا بأم أعينهم ما جرى على أيديهم من ذبح لأهل السنة في العراق، وما سببوه من قتل لأهل غزة على أيدي المجرمين اليهود وهم يتراقصون طربا. ودعمهم اللامحدود للنظام الإجرامي الاشتراكي السوري.
اليس من الواجب علينا العمل على توعية الأمة من خطر الانزلاق في أتون تلك الدسائس التي اقتحمت عقول الكثيرين من خلال توظيف سيء لعدد من المصطلحات الشرعية بعد تفريغها من مضامينها، ثم قولبتها بمعان ومفاهيم أخرى خارجة عن القواعد والضوابط الشرعية؟.
عدنان الصوص
27/4/2012