المعارض السوري ميشيل كيلو عضو هيئة التنسيق سابقا، ظهر قبل فترة في برنامج بانوراما العربية وقام بعمل دعاية وإاعادة تليمع الوجه القبيح لروسيا ورغّب الشعب السوري بإعادة علاقات مميزة معها، بحجة الاحتماء بها من احتلال الناتو وأمريكا!! متجاهلا أن روسيا بحد ذاتها احتلال أقذر من الناتو بألف مرة، في حين أن تدخل الناتو جويا ليس باحتلال أصلا، لكن هذا المعارض يقول ذلك لأنه عضو في الحزب الشيوعي، وللأسف لم يقم ضيف آخر في الحلقة بالرد عليه، وكلامه يلتقي نسبيا مع طروحات شبيحة النظام الذي يبررون الفيتو الروسي بأفكار المقاومة والممانعة المشابهة.
ميشيل كيلو هو الذي قال مرة في اتصال مع الجزيرة عن بشار قاتل الأطفال بأنه سيعتبره بطلا وطنيا إذا قبل التنحي سلميا حتى بعد سفكه كل هذه الدماء!! ثم الآن هو يدافع عن جرائم روسيا بحق الشعوب، زاعما أنها قوة توازن ضد أمريكا!! ونسي أن روسيا قد قتلت وأذلت من الشعب السوري ومن كافة الشعوب التي تسلطت عليها عشرات الأضعاف مما قتل الاستعمار الغربي، بأرقام تصل إلى أكثر من 100 مليون قتيل على يد روسيا والصين.
فهل إذا أردنا التخلص من الاستعمار الغربي، نأتي بالاستعمار الشرقي الشيوعي والطائفي وهو أشد فتكا خطرا علينا؟
إن روسيا والصين ليستا قوة توزان ضد الغرب، لأنهم بحد ذاتهم أشد بأكثر من 100 مرة خطرا من الغرب، بل إن الغرب المسيحي الديمقراطي كان قوة توزان ضد هذا العدو الشرقي الهمجي الذي لا دين له ولا قيم ديمقراطية عنده، فالغرب على الأقل لديه ولو قليلا من الدين، وبعضا من القيم الحرية والديمقراطية.
وفي مقال لكيلو بعنوان “مشكلتنا مع روسيا” نشر في صحيفة “السفير اللبنانية”، أعاد نفس الكلام، وحاول تبرير الفيتو الروسي، وكأن الغرب فقط هو المستعمر!! وتجاهل أن الفيتو والسلاح الروسي وخبراء التعذيب والتشبيح، خلال أشهر قد أضروا الشعب السوري أكثر مما أضرته فترة عقود من الاستعمار الفرنسي، فهل الاستعمار الفرنسي القديم الذي كان أشرس من أمريكا اعتقل مئات الآلاف من الثوار؟ وهل قام بجرائم اعتصاب وذبح للأطفال بالسكاكين؟ بل على العكس من ذلك، كان على الأقل يراعي حرمة البيوت ولا يقتحمها إلا بمراعاة حرمتها، ولم يقتحم المساجد ولم يهدم المآذن ولم يدمر مدنا كما فعل بشار في حمص وأبيه في حماة، جاء في مقاله المذكور:
“ليست روسيا كأميركا: في كل ما يتعلق بوجود سوريا كدولة وكمجتمع. ليس لدى أميركا أي حرص على وجود سوريا الدولة والمجتمع، بل هي تشجع أي فعل يمكن أن يفضي إلى تقويضهما ودمارهما، ما دام الصراع في المنطقة يتصل بإسرائيل، التي لا شك في أنها تريد إطالة أمد الصراع في سوريا وتؤيد إضفاء طابع عنيف عليه، لأن من غير الممكن تدمير سوريا دولة ومجتمعا من خلال ثورة سلمية، خاصة إن كانت تطالب بالحرية وترى فيها أساسا حديثا لإعادة تجديدها في زمن متغير، بعد نصف قرن من الفشل والهزائم، تسبب بها نظام لم يجد ما يواجه به شعبه غير قدر متصاعد من العنف والقتل والتهجير والانتقام، من دون مراعاة المصالح العليا للبلاد والعباد.”
وكأن الذي يسلح النظام ويشجعه بتصريحات لافروف الطائفية هو أمريكا!! ونسي أن أمريكا على الأقل هي التي حاولت إدانة النظام عندما كانت الثورة لا تزال سلمية تماما، ولكن الفيتو الروسي والصيني الأول منع الإدانة متسببين هو بإطالة الثورة وتسليحها، ونسي كيلو أو تناسى أن روسيا تمد النظام بأقوى أنواع الأسلحة ليستطيع تقسيم سوريا وإقامة دولة علوية وتدمير البنية التحتية لسوريا من خلال القصف العشوائي على المدن.
الثورة أسقطت كل من يدافع عن الاحتلال الروسي الإجرامي الذي تفوق على كل إجرام في التاريخ وساعد بشار في قتل الأطباء والإجهاز على الجرحى وأرسل له الخبراء الروس بالتعذيب والذبح بالسكاكين، وهي محرمات دلوية لم يفعله أي احتلال غربي في التاريخ.
روسيا التي تقوم بإبادة الشعب السوري وكيلو يحذرنا من الاستعمار!! ونسي أن الطفل بفطرته يرحب بالاستعمار والتحالف مع الشيطان للتخلص من الإبادة الجماعية والطائفية العرقية، فكيف إذا كان المطلوب هو فقط تدخل عسكري جوي؟؟
زكي الأخضر