هذه المجازر الهائلة جدا في سوريا لا يمكن أن تكون إلا المجازر الشيوعية، إن الشيوعية لم تنتهي، هذه كانت كذبة تاريخية كبرى، الذي انتهى هو فقط الشيوعية الاقتصادية، وحتى هذه ربما يعودون في المستقبل إليها، أما الشيوعية السياسية والقبضة الأمنية الحديدة والمجازر المتفوقة على المجازر الصهيونية فهي ترتكب كل فترة في الشيشان وتركستان وغيرها وأخيرا في سوريا البعثية حليفة روسيا والشيوعية. ومن يقول الشيوعية انتهت فهو جاهل أو مخادع.
حزب البعث الاشتراكي هو نسخة معربة مقومجة من الحزب الشيوعي، وهذا النظام الأسدي هو تزاوج نظام شيوعي روسي ونظام طائفي إيراني يستخدم الطائفة العلوية. وهذا التصريحات الروسية المتناقضة المخادعة أيضا هو نفس أسلوب التكتيك الشيوعي القائل “خطوة للخلف… خطوتين للأمام”.
نكمل نشر موضوعات كتاب المنابر الإعلامية بين تجاهل الخطر الاشتراكي وظاهرة معاداة أمريكا، وذلك في ضوء الأحداث الجديدة.
هل ماتت الشيوعية؟؟
منذ الأيام الأولى لطرح شعار موت الشيوعية أو انتهائها, والبعض يحذر الناس من ازدياد خطرها وتماديه، على الرغم من عدم ظهور أية أدلة حسية بعدُ تبرهن على صحة الأمر، ولكن كان تحذيرهم معتمداً على دراسة الماركسية اللينينية وفلسفتها. وهذا ما يجب أن يفعله من أراد الحقيقة، والناس في معرفة الحقيقة وفهم الواقع ثلاثة أصناف:-
الأول: من يريد معرفة الحقيقة عن طريق الأقوال والتصريحات الدعائية فقط. وهذا الصنف مُعرضٌ للتضليل، وذلك لإمكانية وقوع الكذب، قال تعالى: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ(8) (البقرة). وقال تعالى: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ(204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ(205) (البقرة).
الثاني: من يريد معرفة الحقيقة عن طريق رؤية الأفعال فقط، وهذا الصنف مُعرض للتضليل كذلك، من صورتين:-
1- صورة المنافق الذي يشهد الجمعة والجماعات، فلو نظرت إلى ظاهر عمله فقط، خُدعت به.
2- صورة المرائي ولو بأفضل الأعمال والطاعات، كقراءة القرآن والجهاد والصدقة، فهذا النوع يخالف ظاهره باطنه. والحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، الذي يخبرنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن أول ثلاثة تسعّر فيهم النار يوم القيامة أدل دليل على صحة ذلك. وقول النبي –صلى الله عليه وسلم- ” إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه” رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
الثالث: من يريد معرفة الحقيقة عن طريق قراءة الأفكار والعقائد، فهذا الصنف لا يضل ولا يزل بإذن الله، ولا يلدغ من جحر واحد مرتين. وهذا الأسلوب هو الأدق والأصوب، ولا يستطيعه أو يطيقه كثير من الناس. وأصحاب هذا الصنف هم الفقهاء في الواقع، ينذرون أقوامهم ويأخذون بأيديهم بعيداً عن مواطن الزلل والخديعة، قال تعالى: ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ..) (النساء83). ونحن في أمسّ الحاجة إلى هذا الصنف من الناس وتكثيره، في زمن السنوات الخدّاعات التي أخبر عنها النبي –صلى الله عليه وسلم- ” ثم يأتي على الناس سنوات خداعات يُصدّقُ فيها الكاذب ويُكذّبُ فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويُخوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة، قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة “[1]. كي يقوم أولئك بتصحيح الصورة، وإحقاق الحق، وتصويب الأوضاع، فكيف الحال بأمة ترى الصادق كاذباً والكاذب صادقاً ؟ وكيف بأمة ترى الأمين خائناً والخائن أمينا ً؟
لذا، فالحكم على الشيوعية وجوداً أو عدماً إنما يكون بقراءة مبادئها وفلسفتها وليس بالعواطف والأحكام المبنية على التصريحات والأقوال فهي من أشنع الفرق الباطنية.
[1] – صحيح ابن ماجه ،رقم 4036 عن أبي هريرة .