أعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل مصور جديد الأحد دعمه “للانتفاضة” في سوريا، داعيا “اسود الشام” إلى “الجهاد” وعدم الاعتماد على العرب والغرب وتركيا، إن هذا الإعلان لا يصب إلا في مصلحة النظام، بل ويعطيه أدلة (طبعا كاذبة) على أن الثورة إرهابية “قاعدية” إجرامية، ولكن تنظيم القاعدة المشبوه، قائم على أفكار التكفير والتفجير، أما هذه الثورة فهي ثورة شعبية حضارية ديمقراطية، ولكن آلمني جدا أن هناك قلة لا ترفض إعلان الظواهري، بل يلمح إلى فرحه بهذا الدعم المزعوم.
إن تنظيم القاعدة قد سقط فكريا وعمليا في زمن الثورات العربية، ولكنه يحاول الآن استغلال تعنّت النظام البعثي في سوريا في محاولة لإعادة تلميع وترويج أفكاره الآثمة التي قتلت المسلمين أكثر من الأعداء، فهل هي مصادفة أن ينطبق على حالتي النظام البعثي وتنظيم القاعدة مبدأ (حكي لي لحكلك)؟ فالعصابة البعثية تستفيد من هذا الإعلان في تثبيت مؤيديها، ودعم أكاذيبها ضد الثورة، والقاعدة تستفيد من هذا التعنّت البعثي في محاولة ترويج نفسها مرة أخرى!!
هل هي مصادفة أيضا أن يتزامن هذا الإعلان مع قيام النظام بافتعال تفجيرات في حلب؟ وأيضا إعلان القيادي القاعدي التحريري عمر البكري قبل فترة دعمه للثورة تزامن مع تفجيرات دمشق؟ لماذا بقيت القاعدة صامتة طوال تلك الشهور الطويلة؟ ولماذا لا ينتبهون أنهم يخدمون النظام بهذه التصريحات، كلا، إنها بلا شك يتقصّدون ذلك، فلطالما كانت القاعدة ألعوبة بيد إيران وروسيا والنظام البعثي السابق في العراق والبعثي الأسدي في سوريا وفي يد المالكي.
لنلاحظ أن القاعدة لم تقم بأي تفجير في أي دولة ممانعة في المعسكر الإيراني أو الروسي، ولا حتى في إسرائيل أيضا، إن القاعدة من جذورها مخترقة من قبل روسيا وإيران، فبعد انتصار المجاهدين الافغان جاءهم ضباط روس زعموا أنهم أسلموا وانضمو إليهم، وهؤلاء الضباط ربما هم وراء انحراف المجاهدين ليصبحوا مفجرين ومكفرين، لا شك إنها مؤامرة مفضوحة.
كما أن في إشارات منتديات حنين القاعدية وغيره من ذكر أسماء كتائب محددة لهم علاقة بها، فيها التطبيق العملي لتهديد بشار من قبل بتحويل سوريا إلى عشرات الأفغانستانات، فلماذا يساعدون بشار على تحقيق توعّداته الإجرامية؟