هناك أسطورة صينية من القرن الرابع عشر الميلادي لمؤلفها (ليو جي)، ترمز إلى قدرة الشعوب على إسقاط الأنظمة الاستبدادية من خلال حصارها ، وسلوك سبيل التحدي السياسي والاقتصادي والاجتماعي معها بطريقة عملية ، حيث تقول الأسطورة:
كان رجل عجوز يعيش في ولاية تشو الريفية، يُطلق عليه لقب (سيد القرود) الذي استطاع البقاء على قيد الحياة، من خلال احتفاظه بقطيع من القرود لخدمته. وكان الرجل يجمع القرود كل صباح في ساحة بيته، ويأمرها بالتوجه إلى الجبال لجمع الفاكهة من الأشجار، وكان يفرض على كل قرد أن يقدم له عُشر ما جمع ، وكل من لم يلتزم بذلك يُعاقَب بالجَلد أمام الجميع، وبقيت معاناة القرود مستمرة لفترة طويلة، لكنها لم تجرؤ على التذمر والشكوى.
في أحد الأيام وجه قرد صغير السؤال للقرود الأخرى قائلاً: (هل زرع الرجل العجوز جميع أشجار الفاكهة؟ ) فأجابوه: ( لا، إنها تنمو وحدها )، ثم وجه القرد الصغير سؤالاً آخر فقال: (ألا نستطيع أن نأخد الفاكهة دون إذن من الرجل العجوز؟) فأجابوه: (نعم، نستطيع ذلك)، فقال القرد الصغير: (لماذا إذاً نعتمد على الرجل العجوز؟ ولماذا يجب علينا أن نخدمه؟)
فهمت القرَدة جميعاً ما كان يشير إليه القرد الصغير، فقامت القرَدة فوراً بتحطيم أقفاصها ، واستولت على الفاكهة التي خزنها الرجل في بيته، ولم تعد القرَدة إلى المكان بعد ذلك أبداَ.
وفي النهاية: مات الرجل العجوز جوعاَ لتخلي القردة عنه.
إن العبرة المستخلصة من الأسطورة أعلاه تشير إلى أن المستبدين يحكمون شعوبهم بالخدع، لا وفقاَ للشرعية الدستورية والمبادئ الأخلاقية ، وهؤلاء الحكام يسلكون سبيل سيد القرَدة، فهم لا يدركون أنه في اللحظة التي يعي الشعب فيها أمرهم ينتهي مفعول خدعهم، مما يترتب عليه إلزامية نزولهم عن المسرح الوطني.
إن الشعب السوري العظيم قادرٌ على إماتة النظام السوري جوعاً من خلال تجفيف موارده المالية والمعنوية، التي تغذي حُكمه، وتبَني استراتيجية العصيان المدني- السلمي- (#)، باستخدام الأدوات التي يملكها الشعب بيديه وهي : –
اللاتعاون السياسي اللاتعاون الاقتصادي اللاتعاون الاجتماعي اللاتعاون الاحتجاجي
فاتح الشيخ