د/ موفق مصطفى السباعي
بالرغم من الألم والحزن … وبالرغم من الجراح والدماء والأشلاء الممزقة في الطرقات …وبالرغم من القتل والإجرام وسفك الدماء …وبالرغم من الغيظ والحنق الذي ملأ نفوس السوريين على العالم أجمع لمواقفه المشينة المعيبة المخزية …وبالرغم من تصريحات زعماء العالم العربي والأجنبي الرعناء الهوجاء … وبالرغم من التهديدات والوعيد بالويل والثبور ضد بشارالتي أطلقها هؤلاء الزعماء المهرجون منذ أحد عشر شهرا … وبالرغم من التمثيليات والمسرحيات الهزلية التي عرضوها على مسرح العالم وباعوها للسوريين أوهاما وأحلاما وردية وأرجوانية وبألوان شتى …
بالرغم من هذا… وهذا … وذاك … إلا أن الله العلي القدير … الحكيم الخبير يريد لكم – أيها السوريون – أمرا آخر … ويعِدكم لموقف ومشهد عظيم .
يريد أن يجعلكم أولا أعظم الناس طراً… وأكرم الناس وأنبلهم على الإطلاق … وأقوى الناس وأشجعهم كلياً..
والأمر الثاني الذي هو أهم وأكبر … إنه يهيؤكم ويصنعكم على عينه لتكونوا شهداء على الناس أجمعين ، في يوم عظيم لا ينفع فيه مال ولا بنون …
أتدرون ما معنى شهداء أيها السوريون ؟؟؟؟ إذن اسمعوا قول الله تعالى :
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )
إنها أعلى منزلة يضعكم الله فيها … إنكم ستكونون الحكم والشاهد على أعمال الناس … وستكونون القاضي والآمر والناهي لتحكموا على الناس قبل أن يصدر رب العالمين حكمه العدل النهائي …
إنه سيسألكم ربكم ماذا فعل معكم – أيها السوريون – الدابة الأسود ، الزنجي الأشرم وزمرته ؟؟؟
إنكم بالتأكيد ستقولون : إنه خان الأمانة واستسلم للطاغية وكذب ما رأته عيناه وفبرك تقريرا باطلا كاذبا ..
سيقول الرب جل جلاله لخزنة جهنم : خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه ، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه .
هذا ليس تأولا على الله – كما قد يظن البعض – وإنما هو الظن الحسن به سبحانه وبعدله وكرمه وعقابه الشديد الأكيد للظالمين والمجرمين ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون ) ، والمجرمون ليسوا فقط الذين يقتلون وإنما الذين يساعدونهم ويؤيدونهم ويحرضونهم ويسكتون وهم قادرون على منع القتل .
ثم ماذا عن العربي : إنه تآمر مع النظام الأسدي وسهل له إراقة الدماء السورية البريئة وأعطاه الفرصة تلو الفرصة ليزيد من القتل والذبح .
سيقول الرب الأكبر : خذوه فاعتلوه إلى سواء الحجيم .
وماذا عن أنور مالك ؟؟
إنه كان عادلا منصفا
خذوه إلى الجنة ( في روضة يحبرون )
وقبل هذا وذاك سيكون السؤال عما فعل بشار وأخوه وأبوه وعمه وأمه وابن عمته وابن خاله وابن خالته ، وستنطقون وتشرحون وتفصلون عن كل صغيرة وكبيرة ارتكبتها هذه العائلة المجرمة في حقكم خلال خمسين عاما .
ثم ماذا عن الفرس المجوس ، وعن الصفويين والشيعة الفارسيين ، وعن جنود إبليس أجمعين ، وماذا عن قادة حماس الذين باعوا دينهم للشيطان وخانوا الله ورسوله ، وأعلنوا الوفاء والولاء لسيد المجرمين ونافقوا حينما أشركوا بوفائهم للضحية المذبوحة مع الوفاء للذي يذبحها .
( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا )
ستشهدون – أيها السوريون – على أمم الأرض كلها واحدة … واحدة … وتقيموا أعمالهم وسلوكهم ومواقفهم من ثورتكم المباركة .
فأي وظيفة أعلى وأرقى وأسمى من هذه الوظيفة ، أليس هذا دليل محبة الله لكم ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء ، والله لايحب الظالمين )
فاهنأوا وزغردوا ( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ).