كم هو مخيب للآمال أن نسمع الشيخ حمد وزير خارجية قطر بأنه لا يريد تدخلا دوليا في سوريا لكي تبقى سوريا قوية!!، سامحك الله يا شيخ حمد، أليس بقاءها قوية الآن يعني أن تبقى قوية على الشعب؟؟!! أليس هذا الكلام شبيها بكلام أبواق النظام؟ أسرعوا بتدويل الملف ولا تخافوا على سوريا فهي قوية بشعبها الأبي وستبقى قوية، أسرعوا فالوقت من دماء وأرواح، وتبا لك يا نبيل العربي على خيانة الثورة السورية بإرسال هكذا بعثة مراقبين رئيسها متواطئ، فأنت الذي قد خنت الشعب المصري من قبل عندما دعوت لإعادة العلاقة المصرية مع إيران.
لماذا رفض رفع الملف لمجلس الأمن؟
قال الشيخ حمد أن رفع ملف الثورة السورية إلى مجلس الأمن لن يغير شيئا، لكن لو أنهم رفعوه لمجلس الامن مثل ما فعل عمرو موسى في حالة الثورة الليبية، سنقول لهم الله يعطيكم العافية مهما حصل في مجلس الأمن، فقد أديتم ما عليكم وانتقلت المسؤولية منكم إلى مجلس الأمن، أما هكذا فأنتم على وشك أن تكونوا شركاء في الجريمة، طيب لماذا عندما هددت الجامعة بتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن قبل أسبوعين سارع المعلم وزير خارجية النظام إلى قبول المبادرة العربية ووقّع البرتوكول فورا؟ والآن يا سيادة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم تحاول الاعتذار… وأن الدول الكبرى غير مستعدة للتدخل العسكري وأن مجلس الأمن يمكنه أن يتدخل وبمعزل عن الجامعة العربية… يا جماعة لماذا لا ترفعون الملف؟ لماذا لا تفعلون ما دام أن مجلس الأمن لن يفعل شيئا برأيكم؟! أكيد أن الجواب لأنه سيفعل الشيء الكثير، وغدا نرى ….
لقد بدأ الكثيرون يقولون وبكل صراحة: إن عسكرة الانتفاضة أو الحرب الأهلية تقع مسؤوليتها على الجامعة العربية، وإن تلكؤ رئيس اللجنة الوزارية الشيخ حمد بن جاسم في اتّخاذ قرارات حاسمة بحق النظام السوري وما يقوم به من جرائم تفوق الوصف وإبداء المعاذير من عدم قدرة الدول العربية على عمل شيء، إضافة لتقارير لجنة المراقبة التي ساوت بين الضحية والجلاد والتي تضع رجلا هنا ورجلا هناك، كلها أسباب قد أحبطت الشعور العام بشدة لدى مجمل الشعب السوري.
يجب على أعضاء اللجنة الوزارية أن يستشعروا مسئوليتهم، لأن إحالة الملف إلى مجلس الأمن من قبل العرب تعتبر نقلة كبيرة، لأن روسيا والصين لا يمكنهما أن تردا طلبا عربيا وبالتالي سيصعب عليهما استخدام حق النقض تجاه أي مشروع أولي بإنذار النظام السوري بإيقاف قتل الشعب السوري فورا تحت طائلة الفصل السابع.
إن الشعب السوري لن ينتظر طويلا وهو يشاهد شلال الدماء والعسف والتعذيب والقتل الممنهج للشعب مع وقوف العرب والعالم موقف المتفرج، لذا من المتوقع قريبا أن الشعب الثائر والجيش السوري الحر سيعلنوا الجهاد والنفير العام إن فشلت الجامعة والمجتمع الدولي في لجم النظام وإجباره على تسليم السلطة إلى قوى المعارضة الشريفة (وفقط الشريفة) والمجتمع المدني بطريقة سلمية، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
لماذا إيقاف القتل فقط ؟!!!
تحدث أيضا الشيخ حمد عن أيقاف القتل، وكثيرا ما يخرج علينا (مخلل سياسي) أو (عضو) في المجلس الوطني مثل أنور البني أو عمر إدلبي على سبيل المثال، فيحاول أن يطرب أسماعنا بالحديث عن إيقاف القتل، وفقط يتحدث عن إيقاف القتل، وكأن الشعب السوري الذي لم يكن يُقتل في الشوارع قد قام بثورته من أجل أن يُقتل ثم تكون قمة مطالباته هي فقط إيقاف القتل!! يا عالم… إن الجميع يدركون أهمية إيقاف القتل وضرورته (فلا تقعدوا تعلمونا)، لكن ماذا عن إسقاط النظام؟ وماذا إعدام بشار ورموز نظامه القتلة المجرمين؟ وماذا عن إسقاط الجيش الأسدي البعثي الطائفي؟ وماذا عن تفكيك أجهزة التجسس التي تبث الخوف والذعر في قلب المواطنين؟ وماذا عن مطلب الحظر الجوي؟ وماذا عن مطلب المنطقة العازلة؟ وماذا عن دعم الجيش السوري الحر؟
اليساريين وإخوان إيران في قناة الجزيرة وتأمرهم على الثورة السورية
إذا رجعنا لأول شهر من الثورة السورية وما قبله، نجد دائما أن قناة الجزيرة والنظام السوري مثل السمنة على العسل… ولكن الفرق بين تآمر حكومة العراق أو حكومة لبنان مثلا وبين تآمر التيار اليساري وإخوان إيران في قناة الجزيرة، هو أنهم أكثر براغماتية بكثير، ولا يعني هذا أن الجزيرة غيرت موقفها بشكل حقيقي من النظام السوري، بل هو فقط على ما يبدو محاولة (متذاكية) لركوب موجة الثورة السورية لحرفها عن مسارها إلى ما يصب في النهاية في مصلحة النظام السوري، أو على الأقل في مصلحة نفوذ إيران وروسيا إذا اضطروا للتخلي عن نظام بشار البعثي الإجرامي، وذلك حتى وإن أظهر النظام أنه غاضب من تغطية قناة الجزيرة، لأنه قرر استخدام أسلوب القتل المباشر والكذب الصريح، وأوكل مهمة الخداع الناعم لقناة الجزيرة.
نلاحظ دائما أن الجزيرة تحاول أن تروج لهيئة التنسيق اللاوطنية ومؤتمراتها المتآمرة، وتروج لكثير من الأفكار التي تحرف مسار الثورة، مثل أفكار المفكر (العبري) عزمي بشارة في ترويج إصلاح النظام بعدما أجمع الشعب السوري على إسقاطه، وترويج المقاومة (الكاذبة) بعدما عرفت جميع الشعوب العربية أن هذا النظام عميل إسرائيلي يقاوم شعبه فقط، وتمتنع الجزيرة أحيانا عن تغطية ما يصب في صالح مطالب الشعب الواضحة، ويوم الأربعاء استضافت في برنامج “في العمق” ضيفين لترويج مثل هذه الأفكار المشبوهة، فقد لاموا الشعب السوري على رفض وثيقة هيئة التنسيق وعلى رفض تمثيل هذه الهيئة، كما شككوا بإمكانية نجاح الثورة بخلاف أغلب المحللين الذي يرون أنها ناجحة قطعا في النهاية، وبالغوا في تضخيم قدرات الجيش الأسدي البعثي، وزعموا صعوبة إسقاطه وهزيمته!! وفي النهاية يجب أن لا ننسى أن قناة الجزيرة بقيت (مطنشة) الثورة السورية طوال شهر في بدايتها، حتى تبين أن الثورة مستمرة فاضطروا لركوب موجتها بدلا من معارضتها، وستظل هذه الثورة المباركة مستمرة إن شاء الله حتى تسقط هذا النظام وتسقط كل من تآمر معه من معارضة عميلة، أو وسائل إعلام متآمرة.