نلحظ بوضوح أن النظام بدأ مرحلة تصفية رموز المعارضة فقط بعد أن أمّن ظهره من قرارات مجلس الأمن بواسطة فيتو مزودج من روسيا وأيضا من الصين، ولا شك أن التوقيت ذو دلالة، والأمر ليس مقتصرا على رموز للمعارضة، بل هو استعداد النظام لخوض الحرب حتى مع الإخوة الأكراد الأبطال الذين كان يتحاشاهم لأنهم معروفون بشدتهم وقوتهم، فها هو شهيد الحرية والوطن مشعل التمر يسقط بسبب هذا الفيتو الإرهابي المزدوج، ثم لماذا فيتو مزدوج؟ ألا يكفي فيتو واحد لمنع القرار؟ لا بد أنها رسالة عنيدة أن هذه الدول مصممة هذه المرة على دعم حلفائها من الدول حليفة الاتحاد السوفياتي الشيوعي السابق.
أما موقف روسيا الجديد، حيث دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة إن لم يطبق إصلاحات، فهذا الموقف كله كذب ودجل… لماذا؟ لنتذكر أن روسيا قالت للقذافي قبل رمضان بفترة بأن عليه الرحيل، فقال بأنه لا يأخذ التعليمات من روسيا عن طريق وسائل الإعلام، وهذا يعني أنه كان تصريحا لمجرد الاستهلاك الإعلامي ومحاولة الضحك على الشعب الليبي، فها هي روسيا حتى الآن تطالب ثوار ليبيا بالحوار مع القذافي حتى بعد إسقاطه واختبائه كالجرذان!! لكن الشعب الليبي الواعي رفع الكرت الأحمر في وجه روسيا نهائيا.
الموقف الروسي والصيني المزدوج هو إصرار شديد على مشاركتهم في قتل الشعب السوري، لا شك أنهم يخافون أن تصل الثورة إليهم، لأنها ثورة ضد الفساد والديكتاتورية وضد بقايا الأيديولوجيات الشيوعية والبعثية الستالينية، ومن هنا يجب الحذر دائما من الأنظمة القمعية الشبيهة بنظام البعث وعلى رأسها روسيا والصين، فهذه الأنظمة جاهزة لدعم نظام القمع والإرهاب البعثي بزعامة السفاح بشار والدفاع عنه وعن أعماله الدموية، وهي جاهزة لتخريب هذه الثورة أو الالتفاف عليها عبر بعض المعارضات ذات المرجعية الحزبية الماركسية، فهي تلعب على الاحتمالات.
ألم يقل ميدفيدف أيضا بأن روسيا ترفض أي تدخل خارجي في إسقاط الأنظمة المعادية للغرب؟ وبما أنه من شبه المستحيل إسقاط نظام بشار من الداخل لأنه مدعوم من الخارج، لذا فلماذا لا يتوقف كل دعم خارجي لإبقاء النظام، أو يتم السماح بالتدخل الدولي لحماية الشعب السوري؟ لكن هذا الكلام واضح بأن روسيا لن تتخلى عن بشار بسهولة.
بناء على ما سبق يجب فعلا وعملا رفض أي لقاء لأي معارضة من أي نوع مع هؤلاء القادة الروس المجرمين السفاحين أحفاد ستالين ولينين وديكتاتورية الحزب الشيوعي، وأحذر من فشل الثورة إذا لم يرفع الشعب السوري الكرت الأحمر النهائي، رفعا واضحا جليا في وجه روسيا والصين وكل من يتعامل معها أو يعقد الصفقات السرية لبقاء مصالحها، تلك المصالح الروسية التي لا يمكن أن تستمر بعد الثورة إلا بوجود حكام قمعيين يتلاعبون بالانتخابات مثل بوتين وميدفيدف ذلك التيس المستعار لتحليل إعادة بوتين لسدة الرئاسة، ليعيدوا إنتاج النظام الديكتاتوري السابق مع ديكور ديمقراطي شكلي.